التعصب والتمسك :
لكوننا نسهر على ايماننا ومعتقداتنا يتهموننا بالتعصب.
الانسان الـمسترخي الذي لا يريد علاقات واضحـة بين الكنـائس، قائمـة على الفهم وعلى ما ورثنـاه من القديسين
يرشقنـا بهذه التهمـة.
الـمطـلوب ان نسايـر كل الناس باسم الانفتاح
على حساب ما اعطانا الله اياه بيسوع الـمسيح.
نحن لا نسايـر.
نحن نحب والـمـحب يلطف ويسامـح ويخدم ولكنـه يلوم في موضع اللـوم ويوبخ في
موضع التوبيخ لأنـه يريد الكل ان يخلصوا وان يأتـوا الى معرفة الحق.
وليس من باب الـمحبة ان تدع غيرك في الضلال
ولكن من باب الـمحبـة ان تكشف لـه الحقيقـة التي نزلت
على الكنيسـة الـمقدسة حتى يفرح بها.
ومن باب الـمحبة الرعايـة.
ومن الرعايـة ان نعـلّم الـمؤمنين
وان نبشر غير الـمؤمنين.
ونحن لا نسعى الى تبيان الفروق بين الكنائس
الا عند الضرورة. وفي هذه النشرة نكافح
اعداء الـمسيـح كشهـود يهـوه،
ولكننا نحترم اخوتنا الـمسيحيين ونتألم لهم
ونحن في حنـان اليهم ونصلي من اجل نموّهم
في محبة الـمسيح فنحن مصلـوبون معا
وقائمون معا ونحاورهم حتى لا تزداد الهوة بيننا وبينهم
على صعيد الرعايـة ورجائي ان يعقد رؤساء الكنائس
في هذا الصيف اجتماعات نتوخى منها إزالـة بعض من الحواجـز التي ظهرت مؤخرا في مواضيع أشرنـا اليـها في السابق.
وشعـورنا ان الوعـي الارثوذكسي اذا عمقنـاه
فلسنا نبتغي منـه التصلب او التشنـج لأنـه يخص الكنائس
كلها اذا توخت معـرفـة اعماقها.
الارثوذكسيـة ليست عندنا كنيسة منفصلـة
عن احد او منغلـقة على نفسها.
هي اياها الكنيسة الاولى.
نحن ما سعينا في الـماضي ولن نسعى الى اختراق الكنائس الشقيقة لإيماننـا بأن في كل كنيسـة قائمـة على التراث
الـمشترك ما يؤهـل كل مسيحي ان يتقدس حيثما ولد ونريد سلاما بين الكنائس في استقلال كل كنيسـة
ونمـوها الـروحي في داخلها حتى اذا جمعنا الـلـه
برحمتـه نضع كل ثرواتنـا الروحيـة معا لـمجد الـلـه الآب.
نحن لا نحب من يقـول ان الكنـائس اليوم واحدة.
هذا غير صحيح تاريخيا، انها منقسمـة.
ولا نحب من لا يفرّق بين الـرأي الـمستقيـم والرأي الـمعـوج.
لا نحب من لا يبالي بالأشياء الأساسيـة.
واذا عرفنا ان عندنا كل الأشيـاء الأساسيـة نتمسك بها
فإنها من الـلـه ومَن فرّط بها يفرط بالـلـه.
نحن لا نعتـقد ان الاختلاط هو الوحدة. الوحدة ليست ان نرتمي عندهم ويرتمـوا عنـدنا.
هي ان نرتمي معا في حضن الـمسيح.
هذا الحضن هو الذي يعلمنـا الـمحبـة.
من هـو الذي يـؤذيـه الارثوذكسيون اذا آمنـوا بكنيستـهم وأرادوها في ذاتيتها؟
هل عندها شيء مغـلوط حتى لا نتمسك بها؟
نحن مؤمنـون ولسنـا متعصبين لأننا لا نريد قمع أحد
ولا السيطرة على أحد ولا نلجأ الى اي اغراء
لنستميل الآخرين او اطفالهم ولكننا لا نريد اطفالنـا
ان يتركونا لأننا نعرف ان نربيهم وان نفتـح امامهم ابـواب القداسـة والـمعرفـة.
ولا نحاول ان نضم الى الارثوذكسية احدا
بالـزواج ونحترم عقيدة الـمرأة الكاثـوليكيـة
او الإنجيليـة اذا اتخذها احد ابنائنا.
التعصب ان تكره الآخرين وألا تحترم خيارهم
وان تُكرههم على الـمجيء اليـك.
ليس التعصب ان تؤمـن بما تؤمن بـه.
هذه هويتـك في حضرة اللـه.
وهويـة الانسان الروحية هي الوجه الذي ينظر بــه الانسان
الى وجه الـلـه.
والـمؤمن هادئ ولا يُقـلق احدا. والـمؤمن الحق لا يسلـك بموجب اعصابـه
ولكـن بمـوجب ما ورثـه من الآبـاء القديسين. سياستنا السلام في كل كنيسة
والسلام بين الكنائس.
هذا وحده يسر الـمسيح.