اليوم تتشوه صورة الشهيد بصور الانتحاريين، نجد اليوم شبابا ينتحر
ويجر الى الموت العنيف أكبر عدد من الاشخاص . هذا الموت ليس في خدمــــة
الحياة ولاعلاقة له بالحب، بل يعكس كرها للذات وللاخرين، الانتحار اصرار على
الموت واحتقار للانسان وللذات، وانتهاك لحقوق الله والانسان. انها رؤية تشاؤمية
للذات، تقود الى الباب المسدود والمخيف. ولان لا أمل له بالحياة يدمر الانتحاري نفسه
والاخرين. هولاء الاشخاص نزعوا عنهم الانسانية، ظاهريا نكتشف حالة رجولية هدامة
تتلذذ بالموت بطريقة مريضة. لكن العمليات الانتحارية حلقة جهنمية مخيفة من
الموت : ألغام ومتفجرات لاتبقي ولا تذر.
ان فكرة الموت تمارس على بعض الرجال فعلا سحريا نتيجة مايشاهدونه من أفلام
مرعبة تنتهي بأعمال عنيفة أو بالموت. وكذلك التطرف الديني الذي يعكس حالة
مقفلة ومقفرة على العكس من هذا لايمثل الشهيد الجانب السلبي بل جانبا
أيجابيا ساميا، يموت ليحيـــــــــــــا الاخرون، حياته في خدمة حياة الاخرين.
ومقدرته على قبول الالم جزء من الشهادة من أجل الحياة.
من يريد أن يصير انسانا لايقدر على تجنب الالم ومن يريد أن يكون صادقا
وامينا لابد أن يصير دربه درب الصليب هذا هو مثال الشهيد في الماضي
كما اليوم، ويبقى ذا قيمة مقدسة ومشرفة يشهد بشكل مطلق لما يحمله
في أعماقه ولمن يمثله لديه فالحقيقة أقوى وأثمن في نظره من حياته الخاصة.
أن ايمان شهدائنا مبني على أساس حي ليصير ينبوعا لقيم الحب والحق
والحياة والواجب والشرف والوطن والحرية والصدق انهم صورة ايجابية مقنعة
للحياة لا للموت.