القدّيس ماما الشهيد
(يحتفل بعيد القدّيس ماما الشهيد في 2 أيلول)
ولد القديس ماما في ناحية بافلاغونيا في ولاية البنطس, كان والداه ثيودوتوس
وروفينا , زوجين مسيحين تقيين, فقبض عليهما الولاة وزجوهما في السجن من أجل
اسم الرب يسوع. لم يكن ماما , يومذاك, قد أبصر النور. هناك في السجن, رقد ابوه
رقود المعترفين, وما لبثت زوجته ان لحقت به بعد ان وضعت مولودا ذكرا.
بين أبيين معترفين راقدين, أبصر المولود الجديد النور. وبطريقة لا نعرفها, درت
أرملة مسيحية تقية اسمها أميان بما جرى في السجن , فدخلت على الحاكم وسألته
ان تأخذ جسدي الراقدين لتدفنهما وان تأخذ الصبي لتربيه , فأذن لها.
أخذت أميان الصبي الى خاصتها واعتنت بأمره. وقد بقي أخرس لا ينطق بكلمة حتى
بلغ الخامسة. وكانت أول كلمة خرجت من فمه " ماما" , فجرى عليه , منذ ذلك
الحين, لقب " ماما".
نشأ " ماما" على التقوى ومحبة الله . فلما بلغ الخامسة عشرة من عمره, أبدي
حماسا كبيرا للمسيح, وكان جسورا, يجاهر بايمانه قدام أقرانه ويسخر من الأصنام
دون مهابة. وحدث, في ذلك الوقت , أيام الامبراطور أوريليانوس, أن موجة من
الاضطهاد ثارت على المسيحيين, لم توفر كبيرا ولا صغيرا. فقبض الجند على
"ماما" اثر وشاية , وحاولوا ارغامه على تقديم الذبائح للأصنام فامتنع, فساقوه
أمام ديمقريطس, حاكم قيصرية الكبادوك,ومن ثم امام الامبراطور نفسه. حاول
الامبراطور, أول الأمر,ان يتملقه كما يتملق الكبار الصغار فأخفق. فاغتاظ لرؤية ولد
يتحدى ارادته , وصار يتهدده ويتوعده, ثم سلمه الى الجلادين فضربوه بالسيط
وردوه. أعاد الامبراطور الكرة فقال ل" ماما" حسنا! اذا لم تكن راغبا في تقديم
الذبائح لآلهة المملكة فلا بأس , أعفيك من ذلك . فقط قل انه سبق لك ان ضحيت
للآلهة وأنا أطلقك". فقال " ماما" لم أضح ولن أضحي , ولست مستعدا لانكار
سيدي والهي "يسوع المسيح".
اذ ذاك سلمه الامبراطور الى المعذبين الذين أشبعوه ضربا وأحرقوا أطرافه
بالمشاعل وطعنوه بالحراب ثم ألقوه في البحر. الا ان بعض المؤمنين التقطوا بقاياه.
وهكذا قضى ماما شهيدا للمسيح . ويقال ان العديد من المرضى شفوا بشفاعته
. تعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في الثاني من شهر أيلول.
صلواتة فلتكن معنا آمين