مارى عادل
عدد المساهمات : 8 نقاط : 16 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/01/2010
| موضوع: عيد الغطاس المجيد,عيد الظهور الإلهي للمتنيح الأنبا غريغوريوس الأحد 17 يناير - 6:41 | |
| عيد الغطاس المجيد,عيد الظهور الإلهي للمتنيح الأنبا غريغوريوس -أسقف عام البحث العلمى
عيد الغطاس المجيد هو عيد العماد للسيد المسيح,وكان هو بدء خدمته العامة الجهارية وكان في سن الثلاثين لميلاده بالجسد,أو للتجسد الإلهي,وهو عند بني إسرائيل,وغير بني إسرائيل,سن اكتمال الرجولة النفسية والذهنية والجسدية أو هي سن الإنسان الكامل. وتحتفل به كنيستنا القبطية في اليوم الحادي عشر من طوبة,ويقابل عادة التاسع عشر من شهر يناير-كانون ثان-وهو أحد أعيادنا السيدية الكبري. ويذكر المسعودي في كتابهمروج الذهبوكذلك المقريزي في كتابهالخططأنه إلي أيام الأخشيديين والفاطميين كانت الدولة المصرية تحتفل رسميا بهذا العيد,وتوقد النار,وتضاء المشاعل,وتشعل الصواريخ ويغطس الناس في النيل تبركا بهذه المناسبة. وفي ترتيب الكنيسة القبطية إذا وقع عيد الغطاس في يوم أربعاء أو جمعة,فيفطرون فيه ولايصومون ,وإذا وقع اليوم السابق علي عيد الغطاس في يوم سبت أو أحد,فلا يصومون فيهما,وإنما يصومون يوم الجمعة السابق علي الغطاس. وفي عيد الغطاس أو العماد أعلن الآب السماوي,بصوت واضح مسموع,أن يسوع الذي غطس وتعمد هوابن الله,صورة الله غير المنظوربمعني أن يسوع في صورة الإنسان هو بذاته الصورة المنظورة لله الذي لايري,فيسوع هوابن مريموفي نفس الوقت هوابن الله.وهوابن اللهلا بالمفهوم الجسداني المادي والحسي كما في عالم الإنسان والحيوان ولكن بالمفهوم الروحانينور من نوروشهد الآب السماوي قائلا:أنت هو ابني حبيبي الذي به سررتمرقس1:11,لوقا3:22,هذا هو ابني حبيبي الذي به سررتمتي3:17 وقد كان هذا الصوت الإلهي من السماء واضحا وعلي مسمع من الجميع,وكان مصحوبا بظواهر حسية مرئية ومسموعة من يوحنا المعمدان ومن جميع الناس,ومن الكائنات غير المنظورة من الملائكة والشياطين..قال الإنجيلوفي تلك الأيام جاء يسوع من الناصرة بإقليم الجليل إلي يوحنا في الأردن ليعتمد منه ولكن يوحنا اعترض قائلا:أنا محتاج أن أنال المعمودية منك وأنت تأتي إلي؟فأجاب يسوع قائلا له:اسمح بهذا الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نتمم كل بر ومن ثم طاوعه,واعتمد من يوحنا في الأردن حتي إذا اعتمد يسوع صعد توا من الماء,وعلي الفور فيما كان صاعدا من الماء رأي السماوات تنشق,قد انفتحت له,والروح القدس,روح الله,ينزل بهيئة جسمية في شبه حمامة ومقبلا عليه ويستقر علي رأسه.وإذا صوت يجيء من السماء,قائلا:أنت هو ابني الحبيب الذي به سررت..هذا هو ابني حبيبي الذي به سررت متي3:13-17, مرقس1:9-11, لوقا3:22,21. هذه الشهادة العلنية بصوت من السماء,بعد أن انشقت السماء وانفتحت ونزل منها الروح القدس,روح الله,بهيئة جسمية مثل حمامة,مقبلا علي يسوع المسيح وهو صاعد من الماء بعد عماده توا وصوت الآب السماويأنت هو ابني..هذا هو ابني حبيبي....أوضحت حقيقتين عظيمتين: الحقيقة الأولي:أن يسوع بن مريم هوابن اللهبمعني أنه من طبيعة الله ومن جوهره وأنه فيه يري الناسالله الذي لم يره أحد من الناس قطيوحنا 1:18ولا يستطيع أن يراه.1تيموثيئوس6:16 الحقيقة الثانية:أن الله الواحد في طبيعته وجوهره وذاته العلية,ذو ثلاثة أقانيم فآلآبيشهد عنالابنوالروح القدسروح الله يظهر في هيئة جسمية في شبه حمامة,ويقبل علي الابن المتجسد ويستقر علي رأسه. ولهذا يسمي عيد الغطاس باسم آخر له دلالته,وهوعيد الظهور الإلهيثيئوفانيا theophanra بمعني أن الله الواحد الأحد أظهر ذاته في ثلاثة أقانيم بغير انقسام ,والأقانيم ليست أجزاء في الله الواحد,لأن الله لاينقسم ولا يتجزأ ولكنه واحد ذو ثلاث خاصيات أو صفات ذاتية تقوم بها ذاته العلية,وقالت آباء الكنيسةالله أحدي الذات,مثلت الأقانيم والصفات. وصفات الله الذاتية أو أقانيمه هي غير صفاته النسبية. إن لله صفات نسبية كثيرة,تعد بالعشرات أو المئات وربما أكثر. إنما صفاته الذاتية التي تقوم بها ذاته العلية ثلاث: فهو أصل الوجود الكائن بذاته ولذلك فهوالآب,والآبلفظة سامية تعنيالأصل. والله الواحد هوالعقلالأعظم أبو جميع العقول.ولما كان الله قد تجسد في المسيح فالمسيح هوالله الكلمةلأن الكلمة تجسيد للعقل..إذ العقل غير منظور لكنه يظهر ويتجلي ويتجسد في الكلمة,ومع أن الكلمة من العقل لكنها لاتنفصل منه,والعقل لايسبق الكلمة في الزمن ,والكلمة لاتتخلف عن العقل في الزمن لأنه حيثما كان العقل ,ففيه الكلمة باطنة أو ظاهرة ,هي منه ومعه,وفيه,ولا تنفصل عنه.ولما كان الله قد تجسد في المسيح,فالمسيح هوالابنفي الثالوث لأنه من طبيعة اللهالآبومن جوهره,ولأنمن رآه فقد رأي الآبيوحنا1:14,18:9والابنمن الآبلكنه لاينفصل عنه. مثله مثل أشعة الشمس إلي الشمس ذاتها منها وفيها ولاينفصل عنها ثم هو معها منذ وجودها,فحيثما كانت الشمس كانت أشعتها منها وفيها ومعها بغير انفصال.وبهذا المعني قالالمسيحإنه مرسل منالآبوالإرسال هنا ليس من خارج الذات الإلهية كإرسال الأنبياء والرسل,ولكنه كإرسال الشمس لأشعتها إرسال من الذات وفي الذات وبهذا المفهوم قال المسيحالله لم يره أحد قط,الابن الوحيد الذي في حضن الابأي في ذات الآبهو الذي أخبر عنهيوحنا1:18. وأما الروح القدسفهو روح الله,لأن اللهروحلا مادة وعلي ذلك فالروح القدس ليس جزءا من الله لكنه هو الله الحي بروحه. وإذن فالله الواحد هوالآبوهو الكائن بذاتهوهو الآبلأنهالأصلالأول لكل الوجود.. وهوالعقلالأعظم والناطقبكلمتهفهوالعقل,وهوالكلمةوهو الابن. والله هو الروح الأعظم وهو لذلك الحي الأعظم الحي القيوم والحي بروحهفالتثليث المسيحي ليس تثليث ذوات,بل هو تثليث أقانيم أما الله فواحد أحد.والمسيحيون يجهرون في قانون الإيمان الذي يرددونه في صلواتهم الخاصة والعامة بقولهمبالحقيقة نؤمن بإله واحدوإذ ينطقون البسملة يقولونباسم الآب والابن والروح القدس,الإله الواحد.فاللهواحدواسمه واحد ولذلك يرددون القولباسمأي أن الاسمواحد بالمفرد وهو اسم الله الواحد الأحدي الذات المثلث الأقانيم والصفات. والمسيحيون لايجدون تعارضا أو تناقصا بين قولهم بالله الواحد وبين قولهم بثالوث الأقانيم فالوحدانية هي من حيث الذات,وأما التثليث فهو من حيث الأقانيم أي الخاصيات والصفات الذاتية التي تقوم بها الذات الإلهية.وعلي ذلك فالتثليث في المسيحية يختلف اختلافا جذريا وأساسيا عن أي نوع آخر من التثليث قال به الوثنيون فقد كان قدماء المصريين يقولون بثالوث هوأزوريس,وإيزيس وحوروسلكن هذا التثليث المصري القديم هو ثالوث آلهة,لا تثليث أقانيم فأزوريس إله وإيزيس إلهة,وحورس إله,فهم ثلاثة آلهة لكل منهم كيانه وشخصيته مستقلا عن الآخر ثم إن هذا التثليث المصري القديم تثليث خلقه التزاوج بين أزوريس وإيزيس وكان حوروس هو نتيجة التزاوج بين أزوريس وإيزيس فهو تثليث له نظائره في كل أسرة وعائلة من بين الناس فالرجل يتزوج بإمرأة ومنها يولد ولد هو ثمرة التزاوج بين الرجل والمرأة. فما أبعد الفرق بين الثالوث القدوس الذي أعلن عن ذاته في نهر الأردن بمناسبة عماد المسيح أو الغطاس وبين الثالوث الذي قال به المصريون القدماء في العهد الوثني.وكذلك قل عن أي تثليث آخر من نوع التثليث الذي عرفه المصريون القدماء أو عند الهنود أو عند العرب في الجاهلية. إن تثليثنا المسيحي ليس كمثله شيء..إنه تثليث أقانيم أو خاصيات أو صفات ذاتية وليس تثليث آلهة أو ذوات. فالله واحد أحد ولايمكن إلا أن يكون واحدا. قال الوحي الإلهي علي فم القديس بولس الرسوللا إله إلا واحد.وإن وجد ما يسمي آلهة في السماء كان أو علي الأرض وأما عندنا الله واحد:الآب الذي منه كان كل شيء ونحن أيضا به.1كورنثوس8:4-6 وثمت أعمال متنوعة,ولكن الله واحد ,الذي يعمل الكل في الكل.1كورنثوس12:6واحد هو الله,أبو الكل الذي هو فوق الكل,وبالكل,وفي الكلأفسس4:6.علي أن التثليث المسيحي ليس من ابتكار المسيحيين,بل هو حقيقة أعلنها الله ذاته عن ذاته وليس للمسيحيين فيها دور أكثر من أنهم قبلوها كإعلان إلهي وآمنوا بها بعد أن أعلنها الله ذاته,مثلها مثل جميع الحقائق الدينية المعلنة في الكتب المقدسة. فالإنجيل يتكلم عن الله الواحد,ويتكلم عن الآب والابن والروح القدس,معلنا ومبينا أن الآب والابن والروح القدس إله واحد,ويتكلم عن الله الآب ويتكلم عن الله الإبن ويتكلم عن الله الروح القدس-ويقول عن الآب إنه الله,وعن الابن أو الكلمة أو المسيح إنه الله وعن الروح القدس إنه الله.وليس هناك نص واحد يقول إن الآب والابن والروح القدس ثلاثة آلهة ,كما إنه ليس هناك نص واحد يدل علي انقسام في الذات الإلهية أو انفصال بين الأقانيم أو تجزئة أو أن هناك ثلاثة كيانات مستقلة أحدها عن الآخر.وإنما علي العكس هناك عشرات النصوص التي تدل قاطعة علي وحدانية الذات الإلهية ولذلك فإن ترديد المسيح المستمر أنه مرسل من الآب هو لبيان أنه ليس إلها بذاته منفصلا عن الآب وذلك لكي يطمئن بني إسرائيل وغير بني إسرائيل أنه وإن كان عمل أعمالا لم يعملها أحد غيرهيوحنا15:24وكان يجري كل أنواع المعجزات بسلطانه المطلق,ومن دون أن يستمد قوة من خارج ذاته,لكنه مع ذلك كان حريصا علي بيان أنه واحد مع الآبيوحنا10:30وأن كل ما يصنعه من معجزات يعمله مع الآب وليس منفصلا عن الآب.وهذا هو معني قولهالحق الحق أقول لكم:إن الابن لا يسعه أن يعمل من نفسه شيئايوحنا5:19أي أن جميع أعماله يعملها مع الآب لأنه علي ما قال مراراإني أنا في أبي ,وأبي فييوحنا 14:10,20,11,10:17,38:21.نعم إن التثليث المسيحي ليس اختراعا بشريا ,إنما هو حقيقة إلهية منزلة من السماء قال المسيح لتلاميذه وهو يوصيهم بعد قيامته بنشر دعوته فاذهبوا إذن وتلمذوا جميع الأمم,وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدسمتي28:19. ومن هنا كانت المعمودية المسيحية التي رسمها المسيح بعماده في نهر الأردن وأمر بها تلاميذه,هي باسم الثالوث القدوس:الآب والابن والروح القدس,ولذلك جرت المعمودية حسب التعليم الإنجيلي والتقليد الرسولي,بثلاث غطسات في جرن المعمودية علي اسم الثالوث القدوس... ومن ثم حرصت الكنيسة المسيحية علي الالتزام بصيغة واحدة للعماد علي اسم الثالوث القدوس:أعمدكيا فلان باسم الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس. وكذلك البركة الرسوليةيمنحها الرسل ,والأساقفة والكهنة من بعدهم باسم الثالوث القدوس: يقول الرسول القديس بولس لأهل كورنثوس في ختام رسالته الثانية إليهمنعمة ربنا يسوع المسيح,ومحبة اللهالآبوشركه الروح القدس,معكم جميعا آمين13:14إن عيد الغطاس هو عيد تأسيس المعمودية المسيحية بعماد المسيح بالتغطيس في نهر الأردن,راسما بذاته الطريق والمدخل إلي ملكوت السماوات في الأرض وفي السماءالحق الحق أقول لك:إن الإنسان ما لم يولد ثانية من فوق لايمكنه أن يري ملكوت الله..الحق الحق أقول لك إن الإنسان ما لم يولد من الماء والروح لايمكنه أن يدخل ملكوت اللهيوحنا3:5,3 كما أنه هو عيد الظهور الإلهي,فيه أعلن الله بذاته عن ذاته,وأنه الواحد الأحد,هو الآب والابن والروح القدس,معا ثالوث في واحد,وواحد في ثالوث من غير انفصال في الذات ,ثالوث متمايز الصفات,أحدي الذات.
| |
|