laila adel Admin
الابراج : عدد المساهمات : 3489 نقاط : 8559 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 06/09/2009 العمر : 27 الموقع : كنيسة الشهيد ابانوب النهيسى بالمندرة
| موضوع: عم ميشيل - قديس معاصر الخميس 8 يوليو - 11:17 | |
| من كتاب (رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين). إعتاد أبونا متى أن يزور عم ميشيل فى المنزل الذى يسكن فيه مع أقاربه ، فهو رجل متقدم فى الأيام ، لم يتزوج وكان موظفا فى إحدى المصالح الحكومية ، وقد أحيل الى المعاش من سنوات وقد كرس حياته للأخرين. خدمة وبذلا وإنكار ذات ، وكان عم ميشيل لسنوات طويلة مواظبا على القداسات بالكنيسة المرقسية ، حتى صار وجوده مميزا وسط جميع الناس للمواظبة التى لا تنقطع إلا للظروف القهرية. وكان أبونا متى يأتنس بالرجل فى زياراته ، يتحدثان بعظائم الله ، ويتأملان فى الكلمة الحية المحيية ، وفى السنة الأخيرة – فى حياة عن ميشيل أقعده المرض عن الحراك ، وكانت شهوة قلبه التى أحبها أن يكون فى القداس الإلهى كل يوم ، ولكن الرجل قبل المرض بشكر وإتضاع شديد وكان أبونا متى يعزيه بكلمات النعمة وبحضور المسيح إليه فى سر التناول مرة كل أسبوع وقد صار ميعاد التناول كل يوم إثنين يأتى به أبونا متى ، وبعد أن يتناول الرجل بوقار شديد وعبادة وسجود ، يجلس الإثنان معا الى إفطار خفيف مع كلام التعزية والبنيان. وفى الشهور الأخيرة طلب عم ميشيل أن يتناول مرتين فى الأسبوع ، وإعتذر لأبينا متى أن يكون هذا إرهاقا وتعبا ولكن المحبة لا تعرف الكلل عند أبونا متى ، فكان يذهب إليه بفرح حاملا جسد الرب ودمه خبز الحياة الأبدية. وذات مرة بعد أن تناول الرجل ، وشكر نعمة الرب يسوع المسيح الغنية وتنازله الحانى العجيب لمعت عينا الرجل ببريق روحانى ، وقال لأبينا متى أنا تعبتك معايا خالص ، المسيح يكافئك أجرا صالحا سمائيا. لا تعد تتعب نفسك معى لقد قاربت المركب أن ترسو والغربة أوشكت على النهاية ولم يبقى سوى خمسة ايام. تعجب أبونا متى من الكلام جدا وكاد لا يصدق ، وقال للرجل كيف تقول هذا يا عم ميشيل. قال الرجل الاثنين والثلاثاء ، والأربعاء والخميس ويوم الجمعة سأنطلق من هذا الجسد. جلس أبونا متى ومثل عادتهم بارك أبونا طعام الإفطار وتناولوه بالشكر ، وقد كان أحد الشمامسة يصحب أبونا متى فى هذه المرة وكان مندهشا مذهولا من كلام عم ميشيل. وتحدثوا بالأمور المختصة بملكوت الله ومواعيد المسيح ونصيب الأبرار من الفرح الدائم ، وودعوا الرجل بالمحبة المسيحية. قال أبونا متى سأعود إليك بعد غد ، فألح الرجل بإتضاع لا تتعب نفسك ولا تضيع وقتك. وفى يوم الجمعة بحسب الميعاد المسبق الذى أعلنه الله لهذا البار إنطلقت نفسه مثل سمعان الشيخ وعندما ذهب إليه أبونا متى يفتقده بعد القداس وجده قد تنيح من ساعات. وأدرك أبونا أنه ليس غريبا أن يكون للرب شهود أتقياء هكذا عاشوا فى العالم ولكنهم ليسوا من هذا العالم.
| |
|