القديس الأنبا بيصاريون
القديس الأنبا بيصاريون بواسطة: يهوذا
[size=12pt]
قيل عن الاب بيصاريون انة كان كطيور السماء وكأحد وحوش البرية وكائنات الارض الزاحفة اكمل حياته فى سكينة بلا هم
ولم يهتم قط ببيت ولا جزن طعام ولا اقتنى ملبسا ً او كتاباً بـــل كان بكليته حراً من الالام الجسدانية راكباً فوق قوة الايمان
صائراً بالرجاء مثل اسير الأمور المنتظرة طائفاً فى البرارى كالئاته عاريا تحت الأهوية وكان يصبر على الضيقات مسروراً
"إن غيرته في تخليص النفوس جعلته يبيع نفسه عبدا مرات كثيرة للممثلين والممثلات ولا يتركهم
حتى يأتي بهم إلى حضن المسيح تائبين......
"ومرة اخرى أعطى سبانتيه (جبته) لإنسان فقير وسار عرياًنا في السوق وكان يقول لنفسه كيف أكون راهبا
لابسا ثوب وهذا المسكين عرياًنا. حًقا إن هذا هو المسيح والبرد يؤلمه...".
"كما باع إنجيله وسدد به دين إنسان محكوم عليه . ولما سأله تلميذه عن إنجيله مصدر عزائه قال له
"الذي أمرنا أن نبيع كل مالنا ونعطى الفقراء بعته وأعطيت ثمنه للفقراء لكي يكون لنا شجاعة ضمير في اليوم
الأخير"...
من الانعزال عن الناس إلى النزول لخلاصهم.
"كان يطوف البراري كالتائه، وكان يهرب من وسط الرهبان ويجلس على باب الدير نائما مثل إنسان نجا من الغرق.
ومرة سأل أحد الإخوة عن سر بكائه فأجاب بيصاريون سأظل أبكى إلى أن أجد ممتلكات بيتي الذي
نهب، و عنى بيت آبائي الذي أخذ بشتى ومختلف الطرق . لن أسكن تحت سقف لأن قراصنة دفعوا بي في
البحر، وعاصفة هبت علَّى، فتحررت من غناي، وسقطت من شرف نسبى وأصبحت موضع احتقار... وهكذا
كان يعبر بيصاريون عما صنعه إبليس بالجنس البشرى الذي سلب بيتنا، وتصنعه العواصف والشهوات
. وإغراءات العالم..."
وهكذا نرى بيصاريون منعزلا عن العالم في وحدة قوية مع الله إلى أن ينزل إلى العالم في خدمة
هجومية ليخلص نفسا في عمق الشر كما ينقض الوحش على فريسته .
والعجيب أننا اليوم نقض يكل وقتنا في
الخدمة، أما هؤلاء القديسون فكانوا يعيشون أغلب حياتهم في التوبة والاتحاد بالله . ثم ينزلون في خدمة
هجومية صاروخية إلى معاقل الشر، وبعد الانتهاء منها يرجعون فورا إلى عزلتهم .
وأحياًنا تكون معهم
فريستهم وصيدهم، وكانوا يعتمدون في خدمتهم على قوة الروح والصلاة والصوم.
"وقد اشتهر هذا القديس
بحبه لنوع معين من التبشير نادر المثال يشهد له بعلو الفضيلة وقوة الشخصية وضبط الشهوة وهو تبشير :
( بستان الرهبان طبعة بنى سويف، والسنكسار تحت تاريخ نياحته في مسرى )
..... المنحرفات والممثلين والممثلات من ذوى الشهرة الماجنة باعتبارهم مركز إفساد الشباب . ومن أعظم أعماله
. توبة تاييس .
"كانت هذه الأخت على قسط وافر من الجمال وأخذت والدتها لها مكاًنا في السوق بسبب جمال
محياها . ولما شاع صيت جمالها جاء إليها من أماكن بعيدة أناس كثيرون راغبون في مشاهدتها. ولم يكتف
ناظروها بمشاهدة جمالها ... بل اعترى الكثير جنوًنا بسبب ولههم فيها فباعوا ممتلكاتهم لوالديها حتى يتاجروا
معها ولما سمع بيصاريون هذه الأخبار عنها، وان جمالها قد جرف الكثيرون إلى الهلاك اتخذ شكل إنسان في
العالم وأخذ معه دينارا ومضى إليها.
وهكذا تحايل حتى دخل معها الحجرة وبدأ يستدرجها في الكلام
عن الله ثم عن التوبة والدينونة حتى تحرك قلبها للتوبة ... وطلبت منه أن تتوب . ثم جمعت تاييس كل مالها
الذي حصلت عليه عن طريق الزنا وأحرقته في وسط المدينة وهي تقول بصوت عال "هلموا جميعا يا من
تاجرتم معي. انظروا هأنذا أحرق أمام أعينكم كل كسب جمعته بواسطة ا لخطية" عندئذ أخذها بيصاريون معه
إلى دير العذارى . وتفاضلت القديسة في حياة النسك والصلاة حتى أنها حبست نفسها في قلايتها وكانوا
يناولونها الطعام من طاقة فيها...
هكذا كانت غيرة بيصاريون في تخليص النفوس التي جعلته يبيع نفسه عبدا مرات كثيرة للممثلين
والممثلات ولا يتركهم حتى يأتي بهم إلى حضن المسيح...
الإنجيل حياته
هو نوع من الآباء الذي جعل الإنجيل حياته
فلم تستطع البراري أن تحد لجة محبته لخلاص الناس فانطلق من كل قيد يبشر ويكرز و يقود إلى التوبة
أخطي الخطاة . حاملا بريته المقدسة في قلبه وعائشا في وحدته النفسية والفكرية أينما حل ضابطا لفكره في
السوق كما في القلاية ومتقشًفا صائما في السفينة كما في الصحراء فقير اجائعا في شوارع أثينا أكثر مما كان. في شهيت"
القوة اللانهائية في الخدمة
كان المسكين بيصاريون يصرخ ويقول "... أني سقطت من غناي ونسبى ..."، ولكن عندما كان
ينزل للخدمة في العالم كان يهاجم الشر في معقله بقوة هجومية لانهائية... إنها قوة الله.
فالإنسان المسيحي حامل لروح الله، وهذا القديس بالصوم والصلاة والوحدة امتلأ بروح الله، واكتشف
وجود قوة الله اللانهائية فيه . من أجل هذا نحن نتحسر على حالنا كمسيحيين اليوم عندما لا نلتفت إلى هذه
القوة اللانهائية، ونخدم بقوتنا البشرية خدمة هزيلة ومحدودة مرتبطة بجهدنا البشرى وذاتيتنا.
إن الامتلاء من روح الساكن فينا واستعلان قوته فينا أمر لازم لكل خادم ولكل مسيحي. وهذا
الأستعلان لا يتأتى إلا بالصوم والصلاة والاختلاء وتنفيذ وصية الإنجيل.
اللانهائية في تنفيذ وصية الإنجيل
هذا القديس عندما وجد إنساًنا فقيرا عرياًنا في السوق قال : محدًثا نفسه حًقا إن هذا هو المسيح والبرد
يؤلمه، ثم وثب بقلب شجاع وتعرى من الثوب الذي كان يلبسه وأعطاه لذلك المسكين ثم نجلس وهو عريان
والإنجيل في يده... ولما سألوه من الذي عراه أشار إلى الإنجيل.
وهذا القديس هو الذي باع إنجيله مصدر تعزيته ليخلص إنساًنا مديوًنا من الحبس.
هذه هي سر قوة بيصاريون في تنفيذ وصية الإنجيل إلى أق صى حدودها... إلى الميل
الثاني . فوصية الإنجيل ليس لها حدود، ونحن ننمو ونكبر بالقدر الذي ننفذه منها، والذي ينفذها إلى ما
لانهاية يكبر معها إلى ما لانهاية.
الانتساب لله
الذي يرتبط بإنسان عظيم ينال من شرفه ويكبر معه بالتبعية، والذي ينتسب لأمور العالم الحقيرة
يصغر معها والذي ينتسب لله ولوصية إنجيله يعمل أعمال الله و يصير عظيما وجبارا وخالدا مع الله ويقول
غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله، ويقول أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني... يصير مثل بيصاريون.
والذي ينتسب إلى الله يكبر بالله حتى بعد مماته:
"ولما مات بيصاريون جاهد رجال الغرب حتى حصلوا على جسد تاييس وبيصاريون وحملوهما إلى
. بباريس و يقال إنهما لايزالان راقدين هناك معا"
إن القديسين الذين ان نسبوا إلى الله عظمت سيرتهم بعد مماتهم كزجاجة الطيب التي عبأت رائحتها
المسكونة كلها "حيثما يكرز بالإنجيل يذكر ما فعلته هذه المرأة تذكارا لها " (مر 14
زجاجة طيب إلهي لانهائي الثمن وهكذا فالانتساب لله يضفي على الإنسان الترابي قوة الله ور ائحته الذكية . إن
الوقوف المتواصل للصلاة أمام الله جعل وجه موسى يضيء وإيلياي طير للسماء، ودانيال يقوى على الأسود،
كذلك الإدمان على فعل الشر يسَّود وجه الإنسان و يثقل جسده محدرا إياه للهاوية ويضعف شخصيته أمام
الشر كآخاب الملك.
الأسلحة الهجومية كما حددها الانبا بيصاريون
الاختلاء والصوم من أجل الامتلاء من روح ا لله الساكن فيه . تنفيذه لوصية الإنجيل إلى ما لانهاية
إيمانه اللانهائي، حبه للخطاة بقوة للمنتهي والسعي لخلاصهم.
اتضاعه، فعندما طرد الرهبان أحد الأخوة من الكنيسة عندما أخطأ ... قام بيصاريون وخرج معه
قائلا "كم بالحرى أنا الخاطئ الذي صنعت خطايا أكثر منه"، وخرج مرافًقا الأخ الخاطئ...
قال بستان الرهبان عن القديس بيصاريون إنه كان كطيور السماء وكأحد وحوش البرية ...
حياته في سكينة بلا هم . لم يقتن بيًتا ولا خزن طعاما ولا اقتنى ملبسا أو كتابا بل كان بكليته حرا من الآلام
الجسدانية، طائًفا في البراري كالتائه عاريا تحت الأهوية وكان يصبر على الضيقات مسرورا...".
بـــركة صلواتة فلتكون معانا امين
رد: القديس الأنبا بيصاريون بواسطة: دوماديوس
بـــركة صلواتة فلتكون معانا امين.
"إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون هادمين ظنوًنا وكل علو يرتفع ضد
معرفة الله ومستأسرين كل فكر إلى طاعة الله" ( 2 كو 10 : 4 - 5 )
ولهذا سمى الانبا بيصاريون انة من قادة الحرب الهجوميــــة.
لكنها على الشر وغيرة لخلاص اولاد الله .
[/size]