شهيدة العفة والطهارة ، وقد كانت راهبة سريانية (سورية) من الرهبان السريان الذين ترهبنوا فى مصر ( كان المسيحيين يأتون من كل بلاد العالم إلى مصر للرهبنة بالأديرة القبطية) وقد كانت راهبة، فى دير رئيس الملائكة ميخائيل بالجبل الشرقى بجرجا بمحافظة سوهاج.كما كانت فتاة جميلة جداً .
عاشت فى زمن حكم مروان بن محمد الجعدى الأموى آخر خلفاء دولة بنى اميه فى القرن الثامن الميلادى وفى هذا الزمن ثار الاقباط على العرب المحتلين وكان مركز هذه الثورة بلدة فى الدلتا تدعى بشمور، وعقب هزيمة الثوار الاقباط على يد العرب اطلق الخليفة مروان يد جنوده لقتل الاقباط ونهب منازلهم وإغتصاب وخطف نسائهم فى كل مصر ، وحتى راهبات الاديرة لم يسلموا من جرائمهم البشعة وكان دير الملاك ميخائيل بجرجا من ضمن الاديرة التى هاجموها لإغتصاب راهباته. وعندما هجموا على الدير شاهدوا راهبة صغيرة السن جميلة المنظر هى القديسة فبرونيا يشع النور من وجهها الملائكى فخطفوها لشدة جمالها , وتركوا بقية الراهبات تحت الحصار.
ثم بدأوا يتشاوروا بخصوصها , البعض يقول نقدمها “ملكة يمين” هدية للخليفة أمير المؤمنين , والبعض الآخر يريدون أن يقترعوا عليها فيما بينهم إذ أنهم جميعا قد إشتهوها وارادوا إغتصابها ، وبينما هم كذلك رفعت القديسة فبرونيا قلبها إلى الله باكية طالبة الخلاص وحفظها من الدنس والنجاسة. فأتى الى ذهنها فكرة عجيبة أسرعت لتنفيذها وخاطبت قائد الجنود وقالت له:
أيها الامير انت رجل محارب تخوض الكثير من المعارك لذلك سأعلمك بسر من أسرار النصارى السحرية ليحميك من سيوف اعدائك ولكنى لا استطيع ان اخبرك به إلا وانا ما ازال عذراء لكى لا يبطل مفعوله.
فأثارت اهتمامه وقال لها:
وما هو ذلك السر
فقالت له : انه زيت سحرى تدهن به نفسك قبل المعركة فلا تؤثر فى جسدك ضربات السيوف
فأنبهر وقال لها حسنا احضريه لى
فأسرعت الى كنيسة الدير ووقفت لتصلى وتطلب من الرب ان يقبلها شهيدة على اسمه القدوس لكى لا تفقد طهارتها ، ومدت يدها الى احد قناديل الزيت الموجودة فى الكنيسة واخذت بعض من زيته عبئته فى قارورة صغيرة وعادت بها للامير وقالت له:
هذا هو الزيت المسحور ، فتعجب من بساطة القارورة وقال لها
وكيف اصدقك وأخاطر بحياتى فى المعارك
فقالت له يمكنك تجربته الآن إدهن عنقك به واعطنى سيفك لأضربك به ولن يحدث لك شئ ،
فظنها القائد تريد قتله فقال لها بدهاء
بل إدهنى انتى عنقك بزيتك هذا وانا اضربه بسيفى ضربة محارب ولنرى ما سيحدث.
ففرحت القديسة فبرونيا بعد أن إستدرجته إلى ما ارادت ودهنت عنقها بسرعة بزيت القنديل واغمضت عينيها ، فضرب القاسى عنقها بسيفه بمنتهى القوة فطارت راسها ونالت إكليل الشهادة وسط صدمة الجنود العرب وقائدهم الذى لم يصدق ان هذه الفتاة الصغيرة خدعته لتنال الموت حفاظا على عفتها.