كريستينا العذراء الشهيدة
قبولها الإيمان فتاة شابة تُنسَب لعائلة رومانية مرموقة في أنيساي Anicii، صارت مسيحية وقامت بتكسير كل الصور والتماثيل الذهبية والفضية الوثنية في بيت أبيها، وباعتها وتصدقت بثمنها على الفقراء تخفيفًا لآلامهم. اضطهادها من والدها لما علم والدها بما فعلته ضربها بشدة ثم ألقى بها في بحيرة بولسينا Bolsena بإيطاليا بعد أن ربط حجر في رقبتها، لكن الرب أنقذها بطريقة معجزية من الغرق. أُحضِرَت أمام الحاكم الذي عذبها بعذابات كثيرة، فأمر بقطع لسانها ثم أطلق عليها حيّات ولكنها لم تضرها، كما حاول حرقها حيّة إلا أن النار لمدة خمسة أيام لم تؤذيها. لما فشل الحاكم أخيرًا أمر بقتلها رميًا بالسهام، فنالت إكليل الشهادة، وكان ذلك على ما يُظَن في عهد الإمبراطور دقلديانوس. كريستينا من مدينة صور امتزجت قصة هذه القديسة بقديسة أخرى من الشرق اسمها كريستينا من مدينة صور يُحتَفَل بعيدها في نفس اليوم أيضًا. تقول قصتها أنها سُجِنت لرفضها التضحية للآلهة الوثنية حتى عندما طلبت منها أمها ذلك بإلحاح، ورفضت أن تترك بنوَّتها لله في سبيل بنوَّتها لأمها. ذاقت عذابات كثيرة، ونهشت الكلاب لحمها ولكنها قامت مرة أخرى، ثم أشعلوا النار تحتها فلم تصبها بسوء بينما أَحرَقت مئات من الأشخاص الواقفين. وعندما ألقوها في البحر نزل ربنا يسوع المسيح بنفسه في الماء وعمّدها قائلاً: "باسم الآب أبي وباسمي أنا ابنه وباسم الروح القدس" ثم أحضرها رئيس الملائكة ميخائيل سالمة إلى الشاطئ، وفي نفس الليلة مات الحاكم فوضعها خليفته في حوض زيت وزفت مغلي فلم يضرّها، ثم حلقوا شعرها وأخذوها عارية في المدينة إلى معبد أبولّلو الذي ما أن ظهرت أمامه حتى وقع بِطُولِه وانكسر. وحدث أن مات الحاكم الثاني وجاء خليفته الذي أمر بإطلاق حيّات سامة عليها، ولكنها بدلاً من أن تؤذيها هجمت على صاحبها الذي أطلقها وقتلته، فأقامته القديسة كريستينا من الموت. ثم أمر الحاكم بقطع ثدييها ولسانها، ولكنها لم تَقُل شيئًا بل أخذت لسانها من الأرض وألقته في وجه الحاكم فأصيب بالعمى في إحدى عينيه. أخيرًا أمر برميها بالسهام فنالت إكليل الشهادة. التماثل بين القصتين واضح مما يرجّح أنها شخصية واحدة، وقد أثبتت الحفريات في بولسينا وجود مقبرة ومزار للشهيدة، مما يجعل قصة الشهيدة كريستينا في صور مشكوك في أمرها. العيد يوم يونيو 24.