رزق المعلم
خدمته للأقباط بأمانته وإخلاصه بدأ في أول عهده كاتبًا بالجمارك ثم سكرتيرًا لدار صك النقود، وذلك في زمن الدولة العثمانية بمصر. ولثقة علي بك الكبير فيه رُفِع إلى مدير حسابات الحكومة وقتئذ، وذلك على الرغم من قسوة علي بك الكبير على القبط. ثم رفعته هذه الثقة أيضًا إلى رئاسة الدواوين، واعتمد علي بك عليه، فجعله مستشاره الخاص بالإضافة إلى مناصبه السابقة. وقد عاون علي بك في تحقيق أهدافه مثل الاستقلال بمصر ورفع الحكم العثماني عنها، فتوافر للمعلم رزق من النفوذ والسلطة ما لم يتوفر لأحد من رجال الدولة. استخدم المعلم رزق لمعاونته في عمله كثير من الأقباط رغم كراهية علي بك الكبير لهم، فكان المعلم رزق بذلك صاحب مدرسة تؤهل الأقباط لأن يحتلوا أكبر مناصب الدولة لكفاءتهم وأمانتهم، وسعى في أوقات كثيرة - كما يقول الجبرتي - في رفع الاضطهاد عن القبط ورفع الذل عنهم. كان المعلم رزق مجتهدًا ودارسًا وباحثًا حتى أن التاريخ سجل أنه كان عارفًا بعلم الفلك. وقد زار مصر في أيامه الرحالة الإنجليزي "بروس" وهو في طريقه إلى بلاد أثيوبيا، واستطاع المعلم رزق عن طريق نفوذه الإفراج عن أمتعة بروس بدون رسوم جمركية عليها والتسهيل في سرعة خروجها من الجمارك. فأراد بروس أن يكافئه بأن أرسل إليه هبة مالية كبيرة تقديرًا لجهوده، فردها إليه المعلم رزق مع هدية أخرى من عنده، ولكنه طلب عوض ذلك أن يشرح له كيفية استعمال هذه الآلات الفلكية الحديثة التي كانت معه، فلبّى طلبه وشرح له ما أراد. كان المعلم رزق معاصرًا للبابا يوأنس الثامن عشر والمعلم إبراهيم الجوهري، ويقول الجبرتي في كتابه أنه بلغ من العظمة ما لم يبلغه قبطي آخر. ويقال أن على بك أبو الدهب عزله من منصبه وقتله، وذلك بعد أن نزع أبو الدهب الرئاسة من علي بك الكبير.
السيرة من مصدر آخر
كان سكرتير النصر بخانة (دار سك العملة) المصرية ايام على بك الكبير زعيم المماليك، ولحسن خلقه وأدائه رقاب على بك الى مدير حساباتها، اذ كانت له دراية بالعلوم والحسابات وعلوم الفلك، وكانت له شخصية وكان مسموع الكلمة، وكان يحيد اللغات الاجنبية سيما اللغة الانجليزية فكان مرشدا لم يأتوا مصر من الزوار او العلماء او السائحين منهم بستر بروسي العالم الجغرافي الذي ساهم في كشف متابع النيل
- حدت ان كان في دمياط تاجر مشهور هو الحاج عمر عبد الوهاب الطرابلس الذي حدثت بينه وبين احد التجار المسيحيين شجار انتهى بالسب واللعن كل منها للاخر، فبيت عمر النية للايذاء بهذا التاجر، فأتى الى القاهرة وتقدم بشكوى الى القاضي بأن هذا التاجر سب له دينه، فأقر حكم القضاة على حرقه، الا ان كبار الشخصيات القبطية سعوا سعيا حميدا لدى القضاة وكان على رأسهم المعلم رزق هذا حتى صدر عفو عنه
وفى نهاية عهد على بك الكبير وقتله على يد محمد بك ابو الذهب عزل المعلم رزق من منصبه، ويقال أنه قتله وابطل العملة التي ضربت على لمهده