تحتفل الكنيسة القبطية وأيضاً الكنيسة الاثيوبية بعيد الصليب المجيد فى السابع
عشر من توت وفى العاشر من برمهات من كل عام.. كما تحتفل به الكنيسة الغربية فى
الثالث من مايو..
لقد ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن
الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 1038 م) أقام على هذا التل فى عام 135
م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 ش تم الكشف
على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التى
شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 الاف جندى، وفى اورشليم اجتمعت
بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها
اليه أحد اليهود الذى كان طاعنا فى لاسن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية ا
المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن
وضعت الاول والثانى على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته. فأخذت
الصليب المقدس ولفته فى حرير كثير الثمن ووضعته فى خزانة من الفضة فى أورشليم
بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا
تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب ... وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك
الاسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم فى احتفال عظيم عام 328م تقريبا.
بعد هذا اصبح الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح
الموت على الصليب فأتخذه الامبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة فى كل
حربوبه، وبنى الكثير من الكنائس وابطل الكثير من عبادة الاوثان.. قيل أن هرقل
أمبراطور الروم (610 – 641 م) اراد أن يرد الصليب الى كنيسة القيامة بعد أن
كان قد أستولى عليه الفرس، فأراد أن يحمله بنفسه فلبس الحلة الملوكية، وتوشح بوشاح
الامبراطور، ولبس تاج الذهب المرصع بالاحجار الكريمة، ثم حمل الصليب على كتفه،
ولما أقترب من باب الكنيسة ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به – فتقدم اليه أحد الكهنة
وقال له: اذكر ايها الملك أن مولاك كان حاملا الصليب وعلى هامته المقدسة اكليلا من
الشوك لا اكليلا من الذهب فلزم ان تخلع تاجك الذهبى وتنزع وشاحك الملوكى.. فعمل
بالنصيحة ودخل الكنيسة بكل سهولة.
وفى رشمنا للصليب اعتراف بالثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس اعتراف
بواحدانية الله كاله واحد، اعتراف بتجسد الابن الكلمة وحلوله فى بطن العذراء، كما أنه
اعتراف بعمل الفداء وانتقالنا به الى اليمين. ايضا فى رشم الصليب قوة لاخماد الشهوات
وابطال سلطان الخطية.. وهكذا صارت الكنيسة ترسمه على حيطانها واعمدتها واوانيها
وكتبها، وملابس الخدمة.... الخ. يقول القديس كيرلس الاورشليمى: (ليتنا لا نخجل من
طيب المسيح.. فأطبعه بوضوح على جبهتك فتهرب منك الشياطين مرتعبه اذ ترى فيه
العلامة الملوكية.. اصنع هذه العلامة عندما تاكل وعندما تجلس وعندما تنام وعندما
تنهض وعندما تتكلم وعندما تسير، وبأختصار ارسمها فى كل تصرف لأن الذى صلب
عليه ههنا فى السموات..اذا لو بقى فى القبر بعد صلبه ودفنه لكنا نستحى به..) انها
علامة للمؤمنين ورعب للشياطين.. لأنهم عندما يرون الصليب يتذكرون المصلوب
فيرتعبون.. برشم الصليب نأخذ قوة وبركة.. لا تخجل يا اخى من علامة الصليب فهو
ينبوع الشجاعه والبركات وفيه نحيا ونوجد خليقة جديدة فى المسيح.. ألبسه وآفتخر به
كتاج.. ليس الصليب لنا مجرد اشارة فقط، بل معنى أعمق من هذا بكثير فهو يحمل
شخصية المسيح الذى صلب عليه ويستمد قوته منه ولذا (فنحن نكرز بالمسيح مصلوبا)
(1 كو 3: 2).. لذا فحينما تقبل الصليب الذى بيد الكاهن للصليب اشارة الى مصدر
السلطان المعطى له من الله لاتمام الخدمة، فموسى النبى لما بسط يديه على شكل صليب
انتصر، ولما رفع الحية النحاسية نجى الشعب، ولما ضرب الصخرة بالعصا قيل أنه
ضربها على هيئة صليب فانفجر الماء منها. والاباء القديسون عملوا المعجزات
وانتصروا وغلبوا باشرة الصليب المقدس، ان الاقباط استعملوا الصليب المقدس منذ أن
بزغت الشمس المسيحية.. أما الكنيسة الغربية فلم تستعمله بصفة رسمية الا فى عهد
الملك قسطنطين الكبير.
لا ترشم الصليب بعجلة.. فيقول الاباء: الذى يرشم ذاتته بعلامة الصليب فى عجلة بلا
اهتمام أو ترتيب فان الشياطين تفرح به، أما الذى فى ثبات وروية يرشم ذاته بالصليب
فهنا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة.. كذلك عندما يرشم المؤمن الصليب انما
يعنى الاستعانة بشخص الرب يسوع المتحد بأبيه وروحه القدوس، هى استدعاء القوات
السمائية باستحقاقات الرب المصلوب لاجلنا، هى صلاة موجزة للثالوث الاقدس كما هى
قبول عمل الفداء أى تعبير موجز عن العقيدة المسيحية.. هى رفع لواء المسيح.. كما
يقول القديس أثناسيوس الرسولى: أن كل من يحترم الصليب ويكرمه انما يكرم صاحبه
لذا حتى الملائكة تحبه وتسرع الى من يرشمه بايمان، الله يفرح ويسر بعلامة الصليب
لانها علامة المصالحة بين الله والبشر التى تمجد الله والتى انكسرت بها قوات
الشيطان.. وكما كانت علامة لادم مميزة لبيوت الاسرائليين فنجوا من الملاك المهلك،
هكذا استعمال الصليب.. وهذا الرشم تقليد رسولى فيقول العلامة ترتليانوس (ان
المسيحين اعتادوا رشم اشارة الصليب قبل كل عمل للدلالة على أنه ما يعملونه هو لله
ولمجد باسم الثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس)
استعمال الصليب:
فى بدء جميع اعمالنا وفى جميع ما يحدث لنا به، نبدا ونحتم جميع صلواتنا، به نبطل
جميع تعاليم الشيطان كالسحر وغيره، كما نرشم الصليب أثناء عمل المطانيات الجماعية
بالكنيسة (كما فى اسبوع الالام) ايضا فى المطانيات الخاصة الفردية وبالاجمال فى
جميع صلوات الكنيسة وطقوسها.. لا يتبارك شئ الايقونات والزيت وملابس الكهنوت
واغطية المذبح ولا يتقدس الميرون.. ولا يتم شئ مامور الكنيسة حتى التحول الى جسد
الرب ودمه الا برسم الصليب مقترنا بالصلاة والطلبة.
وليس فقط فى كل ما سبق بل وحتى فى شكل الكنيسة.. فقد بنيت بعض الكنائس القبطية
على شكل صليب كالنظام البيزنطى الذى أصله مدينة الاسكندرية.. وأهم الكنائس التى
بنيت على هذا الطراز كنيسة الدير الاحمر بسوهاج، وكنيسة اجيا صوفيا بالقسطنطينية
(التي تحولت إلى جامع!!)، وكنيسة القديس بطرس بروما.. كما سميت بعض الاديرة
باسمه منها دير الصليب بحاجر نقادة (الذى كان قائما فى زمان القديس بسنتأوس أسقف
قفط – القرن السابع) أيضا هناك دير القديس ابو فانا (أبيقانيوس) عل شكل صليب.
وهو فى برية جبل دلجا (المنيا) بيعته كبيرة رسمت على شكل صليب وكرست للصليب
المقدس وبها أشكال كثيرة رسمت على شكل صليب وكرست للصليب المقدس وبها
أشكال كثيرة جدا للصليب المقدس.. كذلك ايضا الكاتدرائية المرقسية الكبرى الجديدة
بالانبا رويس على شكل صليب.. يرسم الصليب داخل الكنيسة على الحجاب والابواب
والمنجليات وآنية المذبح والستور وملابس الكهنوت.. يستخدمة رجال لاكهنوت فى
مباركة الشعب وفى الصلوات الطقسية لاسرار الكنيسة السبعة.. ففى سر المعمودية (فى
صلاة التحليل للمراة أولا 20 رشما, حجد الشيطان 6 رشومات، الدهن بزيت
الغاليليون 6 رشومات فى تقديس ماء المعمودية 13 رشما. قداس ماء المعمودية 5
رشومات) وفى سر الميرون.. (36 رشما على اعضاء الجسم وفى حل الزنار 9
رشومات.. غير الرشم بالميرون عند تكريس الكنائس والايقونات وأواني خدمة المذبح)
وفى سر التوبة (3 رشومات الاول والثانى على الشعب والثالث على نفسه، ثم على
الخبز والخمر 18 رشما) فى سر مسحة المرضى (قبل أوشية المرضي ثم الطلبة
والصلاة السرية قبل الانجيل، فى الاواشى الثلاثة. وأيضا فى بداية كل صلاة والصلاة
السرية قبل الانجيل فى كل صلاة من الصلوات السبعة، فى التحليل الثلاثة: فى رشم
المرضى بالزيت بعلامة الصليب وعلى شكل صليب، فيدهن الحاضرون أو من الجبهة
ثم فى الرقبة ثم اليد اليسرى ثم اليد اليمنى). فى سر الزيجة (قبل الانجيل 2، الطلبة
والاواشى 3، الدهن بالزيت 2، على الاكاليل 3، التحاليل الثلاثة 6 رشومات،
كيرياليسون 12 مرة)، سر الكهنوت (يرشم الاب البطريرك او الاب الاسقف على
المدعو للكهنوت بعد الصلوات التى يقرأها أمام المذبح 3، ثم 3 رشومات على جبهة
مثال الثالوث القدوس. ثم يرشم الملابس الكهنوتية) فى رفع بخور عشية وباكر (24
رشما) فى القداس الالهى (48 رشما بالصليب فى اختيار الحمل حتى صلاة الصلح
24رشما، من بداية القداس حتى نهايته 24 رشما). ومن المعروف أن القداس الالهى
فى كلماته تتضمن تجسد السيد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده ومجيئه الثانى والدينونة.
فكثيرا من كلمات القداس وألحان الكنيسة وتسبيحتها بها ذكر للصليب المقدس ككلمة أو
كرشم.
طقس العيدين:
تحتفل الكنيسة فى 17 توت و10 برمهات من كل عام.. ونظر الان يوم 10 برمهات
هو اليوم الذى ظهر فيه الصليب لأول مرة (326 م) على يد الملكة هيلانه يجئ دائما
فى ايام الصوم فقد رتب أباء الكنيسة الاحتفال بظهور الصليب فى يوم تكريس كنيسته
وهو يوم 17 توت، وتبدأ فى يوم يعامل معاملة الاعياد السيدية الصغرى، فطقسه
فرايحى من حيث الابصاليات أما مجمع التسبحة والذكصولوجيات ومردات الدورة
والاناجيل والتوزيع فطقسها شعانينى. كما أنه له ابصاليتان (واطس وآدام) بكتاب
الابصاليات والطروحات الواطس والادام... وله ارباع من أرباع الناقوس وذكصولوجية
بكتاب الابصلمودية السنوية، دورة الصليب التى تعمل بعد صلاة افنوتى ناى نان فى
رفع بخور باكر هى نفس الدورة التى تعمل فى رفع بخور باكر عيد الشعانين غير أن
هناك اختلافين هما:
- هناك طرح خاص بعيد الصليب، هناك مرد ثابت يقال بعد كل ربع يختلف عن مرد
الشعانين الثابت ومرد الصليب الثابت هو (ايفول هيتنى بيف اسطافروس: نيم تيف
أناستاسيس اثواب: ان طاستو مبى رومى ان كى سوب. ايخوب ايبى باراذيبسوس).
ومعناه: من قبل صليبه وقيامته المقدسة رد الانسان مرة اخرة الى الفردوس).
- أما فى القداس فيقبل بعد تى شورى، لحن (فاى ايتاف انف..) وتوجد هيتينية للملك
قسطنطين وامه الملكة هينه.. كما يوجد فرد ابركسيس خاص ولحن بدء قراءة
الابركسيس (ايطاف ان نى ابسخاى.. هو يقال ايضا قبل طرح العيد فى دورة الصليب
يرفع بخور باكر..) وله مرد انجيل واسبمسينى (آدام واطس).