للخـــدام : أعـــــرف شخصية مخدومك +++

. كيف بدأت الخدمة فى الكنيسة ؟
2. ما هى روح الخدمة التى عشتم بها نيافتكم فى الكنيسة؟
3. ما هى ثمار الخدمة ؟
4. أهم الشخصيات التى تأثرتم بها نيافتكم اثناء الخدمتكم فى الكنيسة ؟
ثم كلمة منفعة للخدام الحاليين.
أحب قبل أن أبدأ الاجابة على هذة الأسئلة أن أعلق على المقدمة التى قيلت من جهة بعض الناس انهم قديسين . فالشخص لا يعترف به كقديس فى الكنيسة الا بعد نياحته اولا ثم بعد اجتماع المجمع المقدس للأعتراف به كقديس و نحن نعلم ان قديس الأنبا آبرام أسقف الفيوم المتنيح و المعروف بمعجزاته الكثيرة انتقل على ما أذكر سنة 1911 و لم يعترف به كقديس الا بعد اجتماع المجمع المقدس و اعترف به كقديس سنة 1961.
فعلى الأقل لا أحب ان ينسب الى مثل هذا اللقب .
أما من جهة هذة الأسئلة فأرجو أن يعطينى الله نعمة حتى أستطيع أن أجيب بعض الشىء عنها.
بالنسبة للسؤال الأول:
• كيف بدأت الخدمة فى الكنيسة ؟
فى الواقع انا لا أعرف تماما كيف بدأت الخدمة لأن كل ما أذكره أننى دخلت مدارس الأحد كطفل صغير لى من العمر 6 سنوات و كانت مدارس الأحد فى ذلك الوقت تقام فى مدرسة الأقباط المجاورة فى للكنيسة حوالى سنة 1935 عندما كان معلقا عليها لافته مكتوبا عليها : جمعية بناء كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس.
و هذا يعنى أن الخدمة بدأت فى هذة الكنيسة قبل أن أذهب أنا الى هناك و كل ما أعرفه أننى دخلت الى هذة الكنيسة فى بدء انشاءها و كنت طفلا صغيرا لا أعى شيئا الا ما أتعلمه على يد الخدام الذين علمونى فى ذلك الوقت .
بالنسبة للسؤال الثانى :
• ما هى روح الخدمة التى كانت تعيش بها الكنيسة؟
من جهة روح الخدمة فى الكنيسة فالواقع اننى أذكر تماما روح المحبة الحقيقية التى كانت تربط الخدام بعضهم بالبعض الآخر و روح التعاون الكامل و روح الطاعة .
قد يكون أمين مدارس الأحد مثلا شخص متخرج من الجامعة فى سن صغير و يكون قبله خداما كبار السن لكن لانه أخذ هذا العمل فالكل يطيعونه بدون مناقشة .
و الى جانب روح المحبة و الطاهة التى كانت موجودة بين الخدام أذكر ايضا أن الخدام لم يكونوا يتدخلون فى أى شىء من شئون الكنيسة المالية و الادارية بمعنى أننى أذكر أنه كانت هناك خلافات كثيرة بين أعضاء الكنيسة وصلت فى وقت من الأوقات الى حد المحاكم لكن أحدا منا لم يكن يعرف شيئا عنها و احدا منا لم يكن يتساءل عنها واحدأ منا لم يكن يتدخل فى أى شىء .
كل ما كان يهمنا هو خلاص النفس خلاص نفس الخادم و خلاص نفس الذين يخدمهم أيضا و ما عدا ذلك فليس له اهمية و ليس له وجود اطلاقا فى حياتنا .
الكنيسة ايضا فى ذلك الوقت كانت تهتم بروحيات الخادم و روحيات المخدوم أكثر من أهتمامها بالشئن الخارجية فليس هناك تفكير او أنشغال بالشؤن الداخلية فى الكنيسة أو الشئون الخارجية. و ربما كان يعيب البعض علينا من جهة هذا الأمر لكن الواقع أنه كانت هناك مشاعر كاملة تملأ حياتنا ان الحياة أقصر من أن نقصرها بحيث كل دقيقة فى حياتنا كانت لها قيمة و ليست هناك قيمة أكثر من اقتناء النفس و اقتناء نفوس الآخر ايضا.
فكانت هناك روح المحبة و روح الطاعة و روح عدم التدخل فى الشئون الداخلية و عدم التدخل فى الشئون الخارجية.
و أذكر ايضا أننا كنا جميعا نعيش بمحبة كاملة من نحو آباءنا الكهنة .
• فلا نستطيع أن ننسى شخصية ابينا الطوباوى المتنيح القمص بطرس الجوهرى الذى كان يعاملنا فى حزم و فى حب .
• كذلك لا نستطيع ايضا أن ننسى أبينا الطوباوى المتنيح القمص ابراهيم عطية و أخيه المتنيح القمص يوسف عطية .
• ثم بعد هذا لا ننسى أيضا أبونا باخوم و أبونا بيشوى و كلها شخصيات خدمت فى الكنيسة و لا ننسى المجهود المبارك الذى يبذلونه من أجل خدمة الكنيسة .
من الأشياء التى أذكرها أيضا حياة التلمذة فكل الخدام مهما كانت مراكزهم العالمية و مهما كانت قامتهم الروحية الا أنهم كانوا يحبون أن يعيشوا حياة التلمذة لذلك كان هناك اجتماع خاص بالخدام كنا نأخذ فيه كلمة روحية من أحد الشخصيات التى كانت تتقدمنا.
روح التلمذة فى الواقع مفيد جدا لأن الأنسان مهما وصل فى حياته أو فى خدمته يشعر دائما أنه مازال صغيرا جدا و أنه مازال محتاجا الى تعليم بل و تنقصه خبرات كثيرة جدا. و هكذا من هذا المنطق كان الأنسان يستقيد فائدة كبيرة جدا من روح التلمذة التى كان يعيش فيها الكل.
أما عن السؤال الثالث:
ما هى ثمار الخدمة ؟
فنشكر الله كثيرا جدا أن الله استخدم الكثيرين فى خدمته فلا أستطيع أن أنسى أن الثلاث طوابق فى الكنيسة :
الطابق الأرضى و هو صحن الكنيسة
ثم الطابق الثانى مكان السيدات
ثم الطابق الثالث و هو سقف الكنيسة
هذة الثلاثة كانت مزدحمة بالأولاد الصغار و الكبار فى الثلاث فترات التى يخدم فيها يوم الأحد و ايضا الفترات التى كانت يوم الجمعة فى خدمة البنات.
و هذة كانت تعطى صورة جميلة كيف أن كل خادم كان مسئول عن فرقة معينة أو فصل معين أو سن معين أو سنة معينة .. فكان يجب أن يجمع كل الذين ينتمون الى هذا السن و يضع فى اعتباره أو فى قلبه انه مسئول عن كل من هؤلاء أمام الله مسئولية كاملة.
و قد تكون ثمار الخدمة هذة كانت بالنسبة لنا جميلة وواضحة لأننا كنا نضع فى قلوبنا ان خدمة الافتقاد ليست هى خدمة خدمة قائمة من الأسماء التى لدينا لكنها كانت ادخال وجوه جديدة الى الفصل فى كل يوم أحد.
لذلك البحث فى هذة الوجوه الجديدة و الفرح بها كان يملأ القلب باستمرار عندما نصل الى تحقيقه.
و نشكر الله أن أكثر الخدام الذين تخرجوا من هذة الكنيسة عندما كانوا يتغربون فى أى مكان أو بلد آخر و لأن روح الخدمة كانت متأصلة قى داخل قلوبهم فكان كل منهم عندما يصل الى البلد التى يتغرب فيها من جهة عمله كان يبحث عن أقرب كنيسة فى هذة البلد و يهتم أن يعيش فيها كتلميذ و لا يتأخر مطلقا عندما يدعى لأى خدمة. و نشكر الله أن الكثيرين دعوا الى خدمات كهنوتية متعددة و كثيرة و الكل يعلمها و يعرفها معرفة جيدة
أما عن السؤال الرابع:
• أهم الشخصيات التى تاثرتم بها أثناء الخدمة فى الكنيسة ؟
• هناك شخصيات انا شخصيا قد تأثرت بها لكننى لا أنسى الأيام الجميلة التى قضيناها مع الباب شنودة الثالث عندما كان خادما فى مدارس أحد كنيسة الأنبا أنطونيوس و كان أسمه فى ذلك الوقت الأستاذ نظير جيد. و لا أنسى ابدا أن أول موضوع كلمنا فيه و كنا فى ذلك الوقت فى الدور الثانى فى الكنيسة فى الغرفة الغربية و كان يحدثنا عن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك و كان يركز تركيزا كبيرا جدا عن حياة الصمت و حياة السكون التى كان يعيشها هذا القديس و كانت حياتنا مع البابا شنودة عبارة عن انطباعات و تعليم نأخذه منه دون أن يشعر لأنه كان قدوة بالنسبة لناجميعا فى كل خطوة من خطواته.. لا ننسى الليالى الطويلة التى كان يسهرها معنا منه فيها الأمور الكثيرة التى لا يستطيع انسان أن يحصيها.
• من الشخصيات التى قد تأثرت بها شخصية القمص أنطونيوس راغب و كان أمين مدارس الأحد فى هذة الفترة التى كنت أخدم فيها كخادم صغير فى مدارس الأحد و لا أستطيع أبدا ان انسى تصحيحيه لكراسات التحضير و ملاحظاته و توجيهاته و تدريباته الروحية التى كان يعطيها لنا و كنا نشعر من خلالها بمدى تاثير مدارس الأحد و تأثير الكنيسة على حيانتا الخاصة و على خدمتنا .
• لا أنسى أيضا شخصية د. راغب عبد النور و المذكرات التى كان يمليها علينا سواء فى العهد القديم
• ( عن خيمة الأجتماع – و شخصيات من الكتاب المقدس) و التداريب الروحية التى كنا نأخذها منه .
أيضا أذكر أننى كنت أتأثر جدا بشخصية القمص أنطونيوس يونان و كان أسمه الأستاذ شوقى يونان و كان اسلوبه القصصى و قصص الآباء القديسين التى كان يذكرها دائما لا تنسى ابدا.
هذة الشخصيات كان الطابع الروحى هو الذى يغلب عليها لذلك كان تأثيرها قوى جدا و دائما الشىء الذى له اساس روحى هو الذى يبقى .
لا أستطيع أن أنسى أبدا النشاط الصيفى بالنسبة لنا حيث كنا مجموعة من الأسر و كنت انتمى الى أسرة الروحيات و كان يهتم بها الأستاذ نظير جيد . و تشمل ايضا القمص كيرلس المقارى و القمص يوحنا المقارى و المتنيح القمص أنطونيوس باقى. و عمل هذة الأسرة الصلاة و التأملات خاصة فى يوم الجمعة حيث نحضر القداس الالهى و بعده نجلس فى المنارة و نستمر فى عمل الصلاة و التأمل فى الكتاب المقدس الى أن يحين وقت اجتماع الخدمة يوم الجمعة الساعة السادسة مساءا و بعده
أجتماع صلاة نصف الليل .
فكان يوم الحمعة يوما جميلا جدا فى الحقيقة لا ننسى أثره علينا خلال هذة الفترة المباركة.
مهما تكلمت ففى الواقع أنى لن أستطيع أن أوفى هؤلاء حقهم بالنسبة للفضل الذى يرجع اليهم فى تكوين شخصياتنا و تكوين علاقة قوية جدا بيننا و بين الله.
نرجو أن الله يسندنا لكى نحتفظ بهذة العلاقة المباركة.
كلمة منفعة للخدام الحاليين:
أعتقد أننى لا أستطيع أن أقول أكثر مما قلته.

موضوع جميل