أبونا ميخائيل التقى من القديسين المعاصرين فى هذا الزمان ولد فى 20/4/1899 فى بلدة كفر عبده مركز أوسنا المنوفية وكان فى طفولته محباً للكنيسة يخدم فيها طوال وقت فراغه وكانت أمنيته ان يكون خادماً للكنيسة .
كان نموذجاً للموظف الكُفء الأمين فكان يعطى عمله كل أتقان ورعاية .
دعى للكهنوت فى كنيسة السيدة العذراء فى كفر عبده مسقط رأسه عام 1951 ثم رسم قمساً عام 1952 وكانت رسامته فتحاً روحياً مباركاُ لهذه الكنيسة التى تربى فى أحضانها ثم تركها عاملاً فى أماكن كثيرة ثم عاد إليها كاهناً ثم نقل إلى الجيزة وأجتذبته كنيسة مارمينا بمصر القديمة حيث كان يصلى أبونا مينا المتوحد ( قداسة البابا كيرلس السادس ) ثم عاد إلى كنيسته مرة أخرى بكفر عبده .
كان يمتاز أبونا ميخائيل بحكمة وفهم روحى عميق للأمور ، فيحكى عنه نيافة الأنبا يؤنس أسقف الغربية المتنيح أنه جلس إلى أبونا ميخائيل ذات مرة شخص غير مسيحى وكان يعمل صرافاً وأخذ يؤتى أعجابه به وقال له " آه يا ميخائيل أفندى ( اسمه قبل الكهنوت ) آه لو جيت عندنا " فسأله ماذا يعجبك فى شخصى وحينما سأل الرجل هذا السؤال راح يعد فضائله وحسناته التى كان يتحلى بها وبعد ان سرد له نواحى أعجابه قال له ميخائيل أفندى ( أنت عارف الحاجات ديه أنا جبتها منين ، أجابه من عند المسيح بتاع النصارى ويوم ما أسيبه تسبنى ) وهنا كان جواباً روحياً عميقاً ومفحماً فى نفس الوقت .
ويحكى أيضاً أنه كان فى زيارة له وكان كاهناً وكان الأنبا يؤنس علمانياً قبل رهبنته وبعد ان جلس إليه فترة من الوقت هم بالأنصراف فقال له أبونا ميخائيل ( أنستنا وباركتنا وشرفتنا ) فقال له يا قدس أبونا ( أنا الذى نلت بركة فكيف تقول عنى باركتنا ) فقال له أبونا ميخائيل ( أسمع يا أبنى أنا كنت جالس بمفردى ولما جئت أنت جاء المسيح معك ليصبح ثالثاُ لنا لأنه قال حيثما أجتمع أثنين أو ثلاثة بإسمى أكون فى وسطهم إليس هذا صحيحاً ) فيقول لم أستطع أن أتكلم .
تقدم أحد أخوة الرب إلى أبونا ميخائيل يشكو له فرد عليه أبونا ميخائيل رداً بدا فى نظره بعد قليل أنه جاف فذهب أبونا ميخائيل إلى دكتور جورج المسؤل عن الخدمة وسأل عن منزل ذلك الشخص فأجابه بالإيجاب فقال له تعالى يا أخويا روح معايا وذهب سوياً وعندما وصل فتح لهم الباب فقدم له أبونا ميخائيل مطانية وقدم من جيبه له مبلغاً من المال فتعجب الرجل من هذا التواضع النادر .
أبونا ميخائيل ترك مثلاً كاملاً فى أنكار الذات فى الخدمة فكان يقدم أخوته الكهنة على نفسه فالتواضع قلباً وقالباً لم يكن محباً بالرياء بل محب من القلب وبكل تواضع لم يشكى من إنسان فخدمته كانت مثل سيده لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته .
بركة وشفاعة هذا القديس تكون معنا
الابراج