قيل أن آدم ترك حواء الى ساعات ثم عاد ، فسألته حواء : " لماذا تأخرت يا آدم ؟ أين كنت ؟ " بهدوء قال آدم لحواء: " كنت أعمل فى الحقل ".
تشككت حواء فى الامر , وقالت له: " انى متأكدة انك لم تكن تعمل ولكنك مع سيدة أخرى ! " دهش آدم كيف تشك حواء فى حبه لها وفى طهارته ولكى يؤكد لها أنه لم يفعل ذلك , قال : " ألا تعرفى ياحواء أنه لا توجد اية سيدة او فتاة فى العالم , فان الله لم يخلق لى امرأة الا انت ؟! " صمتت حواء وهى تفكر فى الامر فى شئ من الجدية ,ثم قالت له : " حقا لم يخرج من أضلاعك غيرى ! " هدأ الجو بين آدم وحواء , ولكن اذ حل المساء ونام آدم قامت حواء فى هدوء تكشف صدره لتحصى ضلوعه . واذ شعر آدم بما فعلته استيقظ مضطربا وهو يقول لها : "ماذا تفعلين يا حواء ؟" أجابته : " انى أردت أن أطمئن أن الله لم يخلق امرأة أخرى من ضلوعك , فلا ترتبط بأخرى سواى ! "
صديقى... انها قصة خيالية ولكنها تكشف أنه حين يصان الانسان بالشك يفقد التفكير السليم فيصير يشك فى أقرب الناس اليه , أقاربه , أصدقائه , بل وحتى أخوته , بل قد يدفعه الشيطان ليفقد الثقة حتى فى الله خالقه الذى يرعاه ويهتم بخلاصه وأبديته , وهى حيلة قديمة يواجهنا بها الشيطان لنبتعد عن الله ونلجأ لطرقه المهلكة .
صديقى...هذا الشك كاد أن يغرق بسببه بطرس الرسول ولم ينقذه سوى يد الله الحانية " ففى الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت " ( مت 31:14 ). فلنتشبث اذن بذراع الله القوية ونطلب منه أن يعطينا الايمان الذى نغلب به الشيطان .