تعال أيها الحب وأسكن فى مؤواك ، تمشى فى دروب الفؤاد لتخلق معه نبضات تبعث الأشراق والأمل ، ضم إليك الفقير والمسكين ، الأرمل واليتيم وبلسم ما قد هرع الزمان لينشئ فيهم آلاماً وآهات ، أرسلهم إلى أنوار الحق وأعضدهم بكلمات التعزية ، تجند فى معسكر تفوسهم لابد أن تنهض إليهم قيامة ً صوب البر .
تعال لتسير وياهم فى غضة هذا الدهر الحاضر ، تمسكن فى ما يحلو لك من عشهم الأرضى فأنت الذى دعيتهم ليسكنوها ، فلا تتخل عنهم .
أنا أعرف أن مبدأك هو الصبر عليهم . ولكن هذا لا يكفى دون أغاثة تأتيها عليهم من نعمتك إذ ذاك تتعزى قلوبهم بالرجاء بك وعدم التخلى عنك ، كلها نظرة ولفتة محبة من حبك الفياض ، من منبع نهرك الدفيق الذى لا ينضب ، أنت الخالق هذه الخليقة ، فلا تتخل عن أعمال يديك ، أزرع فيهم بذرة حبك لتحصد أثمار نعمتك فيهم .
تمشى معهم فى شوارع الحياة ، فلابد من أن تترك أثراً كبيراً فى قلوبهم يؤدى إلى تغيير نمط حياتهم جذرياً ، إذ ذاك يتبعونك هم صارخين وباكين فى حقل الندم والتوبة الصادقة ومنهم إلى عالم آخر تفيض إليهم أكيال البركات بسلطانك العادل ، عاكسين آياك التى تنزلت عليهم من فيض النور الذى يسكنهم إلى كل آخر يقابلونه فى هذه الطريق التى أخترتهم أليها .
فهم فيك وحدك يحيون العدل والأستقامة ، البر والقداسة ، التواضع والحب فعندها يعرفون بأسمك أنت ، ويؤولون قدوة للعالم " الهائم كالنشوان ، ضاحرين بقدرتك الكلية الخطيئة الهائجة بشراسة ، ولترأف بكل بشريتك فى محدوديتهم لعلهم ينتقلون إلى حالة فضلى تمتلئ من شمسك نوراً بارعاً ليتهلل قلبك ناشداً آيات النصر والظفر .
وكل يوم نطلب من يسوع إن يجعلنا بالحب نعرف كم هو مقدار الحب المقدم لنا منه .