شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال) 417168
مرحبا بكم فى شبكة ابانوب المندره
لا نريدك زائر بل صاحب مكان

سجل الان

المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال) 144497

شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال) 417168
مرحبا بكم فى شبكة ابانوب المندره
لا نريدك زائر بل صاحب مكان

سجل الان

المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال) 144497

شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبكــــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
Admin
admin


الابراج الابراج : السرطان عدد المساهمات : 7115
نقاط : 20222
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 21/08/2009
العمر : 49
الموقع : admin

المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال) Empty
مُساهمةموضوع: المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال)   المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال) Emptyالسبت 28 نوفمبر - 11:34

من هو

نبغ من المصريين في القرن الثامن عشر هذا الرجل القبطي الذي استحق أن تخصص

له صفحات في التاريخ المصري الحديث، وهو يعقوب يوحنا، الذي لقب بالمعلم ثم

بالجنرال يعقوب،وهو أول قبطي ألَّف جيشًا قبطيًا بقيادته، وأول مصري وضع مشروعًا

لاستقلال مصر عن الدولة العليا وعن حكم المماليك، إذ أرادها بلادًا حرة خالصة لأهلها

ولكن المنيّة لم تمهله حتى ينال موافقة الدول على الاستقلال. ولد يعقوب في ملوي

محافظة المنيا حالياً، وكانت تابعة إداريا لأسيوط، سنه 1745م من أبوين قبطيين هما

يوحنا ومريم ابنة توفيق غزال، وتعلم في الكتاتيب القبطية الملحقة بالكنائس حيث لم يكن

موجوداً غيرها، حيث تعلم القراءة والكتابة والحساب، كما حفظ المزامير والألحان

الكنيسة كغيرة من أبناء الأقباط ،ولما امتد به العمر واصل تعليمه فيما بعد الكُتاب، فتعلم

اللغة العربية وأجاد الخط العربي، والأصول الحسابية على يد الصيارفة القبط، وجعل

يتطلع لجمع المعارف العامة، ولما أتم يعقوب العقد الثاني من عمره، ألحقه والده كاتبا

عند احد أقربائه من المستقلين بجباية أموال أحد المماليك الذين كانوا يتقاسمون حكم

البلاد في ذلك العصر، وهنا بدأت مواهبه تظهر، واكتسب كثيراً من المعلومات الإدارية

والحسابية. ولما طرد على بك الكبير محمد باشا الحاكم العثماني من القاهرة وتولى حكم

البلاد قرب إليه المماليك الآخرين بالإنعام عليهم برتبة البكوية، فإلتحق في ذلك الوقت

يعقوب بخدمة أحد هؤلاء المماليك وهو سليمان أغا الإنكشاري، وكان غنياً امتلك الكثير،

ولم يمض وقت طويل حتى أثنى سليمان بك في يعقوب الامانة والمقرة فأولاه ثقته وعينه

مديرا على أملاكه ،وكان عمله جباية الضرائب والرسوم الجمركية وجمع ايجارات

الأراضي الزراعية , ومن خلال عمله لمس عن قرب أحوال مصر السياسية والمالية

والعسكرية وعرف خباياها .
صفات يعقوب:

أحرز يعقوب صفات عسكرية متميزة من تعامله مع المماليك، وكان المماليك ذوى بأس

وقدرة عسكرية متفوقة خصوصا في الفروسية والشجاعة واستعمال السيف وآلات

الحرب الأخرى ، وميلهم للحروب والقتال، فتعلم يعقوب منهم هذه الصفات كركوب

الخيل والتعامل بالسلاح. وكانت كفاءته المالية والادارية سببا في توليه مناصب جمع

منها أموالا طائلة،حتى أصبح غنيا له خدم وحشم ومستخدمين وأتباع وعبيد فحصل على

لقب (المعلم) وهو لقب كان يعطى في مصر في تلك الأيام للدلالة على الشرف

والزعامة والجاه،كما كان يحمله من كان لديه نصاب كبير من المال والأملاك أو من

يبرز في صناعة معينة

زواجه: تزوج يعقوب وهو في الخامسة والعشرين

من عمره بزوجته الأولى وكانت

تسمى (مختارة الطويل) وهى ابنة عمه، وكان تاجراً ثرياً من ملوي، رزق منها طفلا

ومات ولحقته هي الأخرى بعد إصابتها بالطاعون .وبعد مضى اثنتي عشرة سنه بعد

وفاتها تزوج بأخرى سورية من حلب تدعى (مريم نعمة الله البابوتجي) ويعتبر هذا

الزواج غير شرعي لأنه لم يكن قد كتب به عقد لأن الزواج كان شفويا .

يعقوب يوحنا مديرا للحملة الفرنسية:

وحينما أحتل الجيش الفرنسي مصر طُلب من المعلم جرجس الجوهري أن يرشح له

بعض رجال الأقباط المتخصصين في الإدارة حتى تسير الأمور كما كانت من قبل,

فرشح له خمسة من الأقباط ومعهم يعقوب يوحنا , فقام نابليون بونابرت بتعيين الخمسة

أما يعقوب يوحنا فقد عينه مديراً عاما لتموين وإمداد الحملة الفرنسية وأمن لها الطرق

والمواصلات، ورتب حركاتها ونظم شئونها المالية والإدارية في مصر، وهو عمل كبير

وضخم جداً لإطعام 30 ألف جندي فرنسي ينتشرون في بلاد مصر وقراها, وخاصة

على شاطئ النهر, وقد تعددت مواهب هذا الرجل العملية فقد أسندت إليه توزيع

الضرائب على أهل الوجه القبلي وجبايتها من قبل الجنرال ديزيه فنفذ الأعمال الموكلة

إليه بكل دقة ومهارة فائقة حتى أن شريف مكة أطلق عليه لقب " عظيم حملة ديزيه في

الوجه القبلي " ،ونجحت الحملة بمساعدته فكانت ليعقوب كلمته المسموعة في الشئون

المالية والإدارية في مصر كلها.
إنضمام يعقوب إلي المماليك الثائرين:

إشتهر الأقباط بالعلم والكتابة إلا أن المعلم يعقوب يوحنـــا كان منصرفاً عن حرفة

الكتابة والعلم إلى اقتناء الأملاك والتجارة الحرة ،ولما كان معاصراً لظلم العثمانيين

الأتراك على بني جنسه من المسيحيين فقد نمت في عقله فكرة طرد هؤلاء المحتلين بأي

وسيله كانت, وبالرغم من أنه تعدى حدود الفقر وأصبح يتعامل مع كبار الحكام في

الدولة إلا أن هذا لم يمنعه من أن يشعر بمعاناة المسيحيين عموماً والأقباط خاصة من

الذل والهوان من ظلم هذا الحكم الظالم لمدة أكثر من 50 سنة من عمره, ولكن كان

هناك قوتين ظالمتين يحكمان مصر وهما الأتراك العثمانيين والمماليك فأنضم إلى الثائر

المملوكي مراد بك ضد العثمانيين ،وفي سنة 1786 م رافق مراد بك فى حربه ضد

الأتراك العثمانيين , وكان له نصيب من النصر الذى أحرزه مراد بك كما إشترك مع

المماليك فى حروبهم وغزواتهم.

وقلد الجنرال يعقوب عادة المماليك في الاستقبال والاحتفال بضيوفهم الكبار ويصف لنا

أحد الفرنسيين حفل تكريم القائد ديزيه وضباطه في تلك الحفلات فيقول : " حسب عادة

البلاد كانت القاعات التي استقبلنا فيها مفروشة بالحصر والسجاد والأرائك وعلى

جوانبها المساند, وقدم لنا الخدم الماء البارد الممتزج بالروائح العطرية , ثم القهوة ..

وبعد مدة نصف ساعة مدت مائدة كبيرة عليها أنواع من الكعك والفطير وأصناف

الفاكهة والمربيات والألبان , وكان معظمها لذيذ له رائحة زكية ... وبعد ساعتين مدت

على المائدة (التي أزيل كل ما كان عليها) الخبز والطواجن الأرز الدسم الممزوج

باللبن, وأصناف الخراف المشوية وأرباع العجول, ورؤوس هذه الأنعام مسلوقة, وإلى

جوانبها أكثر من ستين طبقاً تحوى أنواعاً من الخضر والفالوزج (البالوضة) والفطائر

والعسل النقي , فلما انتهينا من الأكل غسل الخدم أيدينا , وطيبونا بماء الورد , ثم

شربنا قهوة ثانية ... وبعدنا جلس للأكل ضيوف يعقوب .. وحين فرغ هؤلاء جاء دور

الخدم". ثم وصف الفرنسي الخدم والحشم والجواري السودانيات والحبشيات ثم أنهى

وصفه بقوله : " ويطول بنا الكلام إذا وصفنا كل ما كان يحيط بالمعلم يعقوب من

مظاهر الأبهة والمجد " ،ويبدو من هذا الوصف أن يعقوب يوحنا قد وصل إلى أن

يكون من ضمن الصفوف الأولى للحكام وأنه حل محل المماليك بالنسبة للاستعمار

الفرنسي وكان يطمع في تكوين جيش من أهل مصر يحميها .

حصول يعقوب لأعلى لقب منحته الجمهورية الفرنسية:

من يتهم الجنرال يعقوب يوحنا بالخيانة لأنه عمل مع الفرنسيين هو أصلاً هو غريب

عن مصر لأن شيوخ مصر المسلمين كانوا يخدمون الفرنسيين أيضاً وكانوا من أعضاء

الديوان الذى يحكم مصر بأسم الفرنسيين !!

كما أتهمه آخرين بأنه أنضم إلى الفرنسيين لمنفعته الشخصية ،ولكن من المعتقد أن

الشعارات التي أطلقتها الثورة الفرنسية من حرية ومساواة وعدل وإخاء قد جذبت المعلم

يعقوب يوحنا إليهم ووضعت في نفسه أملاً في تحرير بلاده من وطأة الاستعمار

العثماني والمملوكي معاً, وقال عنه محمد صبري في مؤلفه "تاريخ مصر الحديث " ما

يلي : " إن يعقوب في بداية الاحتلال الفرنسي ألتحق بخدمة الفرنسيين الذين دخلوا

مصر أصدقاء يحملون راية جديدة هي راية الحرية , وبارح مصر على رأس وفد

مصري مؤلف من أعيان القبط , وكانت فكرته الأساسية مخاطبة انجلترا في أمر

استقلال مصر , ولكن وفاته العاجلة في الطريق قضت فجأة على مشروع مفاوضة

دول أوربا في ذلك الاستقلال".

وفى هذا المعنى قال الدكتور شفيق غربال : " أول ما في تأييد يعقوب للتدخل الغربي

هو تخليص وطنه من حكم لا هو عثماني ولا هو مملوكي ,وإنما مزيج من الفوضى

والعنف والإسراف ,ولا خير للمحكومين فيه ولا للحاكمين إذا اعتبرناهم دولة قائمة

مستمرة، وثاني ما في تأييده هو أنشاء قوة حربية مصرية (قبطية في ذلك الوقت )

مدربة على النظم العسكرية الحديثة الغربية، والذي نروم أن نذكره هنا على ضوء

الوثائق التي وجدت حديثاً في محفوظات وزارة الخارجية الإنجليزية هو أن فكرة

الاستقلال المصري التي نشأت في ظل حملة بونابرت كانت قد خطرت منذ فجر القرن

التاسع عشر للمصريين , فإن واحداً منهم وهو المعلم يعقوب القبطي أعرب عنها

بلسانهم, إلا أن موته قبل الأوان حال بينه وبين عرض هذه القضية والدفاع عنها أمام

وزارات أوربا "

ونحن أمام ثلاثة من المستعمرين اثنان مسلمان امتصا خيرات البلاد وجعلوا القاهرة

التي كانت عاصمة الخلافة العربية مجرد قرية ،والحملة الفرنسية التي أتت بالعلماء

صغر أمامهم علماء الأزهر. ويروى التاريخ أن عساكر جيش آل عثمان عندما حضرت

ووقع الفرنسيين معهم معاهدة جلاء, فوجئ أهل الحرف والعمال والصناع أن جنود آل

عثمان كانوا يدخلون القاهرة في أفواج صغيرة وشاركت هؤلاء الغلابة في أرزاقهم

وعندما شكي المسلمين المصريين للباشا العثماني فقال لهم هؤلاء هم عساكرنا فماذا

نفعل؟

وبعد أن تعامل يعقوب يوحنا مع الفرنسيين وعرف أفكارهم عن الحرية والعدل

والمساواة نبذ ولائه للمماليك والعثمانيين وفكر في أن يستفيد من الفرنسيين وتكوين جيش

وطني لأول مرة في مصر لحماية الأقباط من أي اعتداء يتعرضون له, فجمع يعقوب

ألفين من شباب الأقباط من الذين كانوا يعملون مع الفرنسيين كصناع وعمال في

الصعيد ويفهمون بعض الفرنسية ووضعهم تحت التدريب العسكري الفرنسي المتحضر

كما قام الجنرال كليبر بانتقاء ضباط لتدريبهم . وعن أهمية ودور الحملة كما فهمه

الجنرال يعقوب يوحنا أوضح كتاب " أصول المسألة المصرية" ما يلي : " وقد أخفقت

الحملة الفرنسية عسكرياً ولكنها أفلحت في توجيه أضوء العلم الحديث إلى ماضي مصر

البعيد ولفت الدول لفتاً عنيفا إلى أهمية مركزها السياسي ثم فتح نفوس بعض أبنائها

للتيارات الغربية الحديثة, ونحن نجد أول صدى هذه التيارات في مشروع المعلم يعقوب

لتحرير مصر من الحكم العثماني, ويعقوب من الأقباط الذين لازموا الفرنسيين منذ بدأت

حملتهم فتمثل بآرائهم السياسية، وقد اتجه الألفي بعد يعقوب إلى الإنجليز واستعان بهم

في محاولة استعادة حكم في مصر، ولكنه لم يكن في ذلك أكثر من حاكم (أجنبي)

معزول يلتمس السبيل إلى استرداد حكمه فلم يرتفع إلى الوعي الذي بلغه يعقوب ". وقد

حدث فعلاً ما توقع فقد قام الجنرال يعقوب يوحنا كما ذكر الجبرتي بحماية الأقباط من

عامة المسلمين وغوغائهم والحشرات كما كان يحلو للجبرتي تسميتهم من القتل

والاغتصاب للمسيحيين الذين عاشوا في قلعته في الوقت الذي أباد المسلمين المسيحيين

الموجودين في أحيائهم ذبحا وقطع رقابهم لأجل الحصول على بقشيش من العثمانيين.

خدماته الإدارية والمالية:

وتعرف به الفرنسيين للغنى الذي وصل إليه ،وشهرته في الأعمال التجارية ولما تبينوا

فيه من قوة الشخصية مع النشاط والحزم ورأى الفرنسيين أنه فارساً شجاعاً بالرغم من

كبر سنه فألقيت على عاتقه مهام لا يستطيع غيره النهوض بأعبائها ومن الأعمال التي

قام بها :

1- جمع الغرامة الضريبية التي فرضوها على أهالي القاهرة فأداها بأفضل أسلوب

ابتغاء الوصول إلى هدفه بتحرير بلاده من نير المماليك والأتراك العثمانيين .

2- إمداد الحملة الفرنسية والجيوش المتفرقة على طول البلاد بالتموين فاستطاع بإدارته

الخارقة أن يمد هذه الجيوش بما تحتاجه بالرغم من صعوبات الطرق في ذلك الوقت .

3- نهض بالإدارة المالية للوجه القبلي كله من توزيع الضرائب وجبايتها وأستطاع

التوفيق بين الأوامر الإدارية الجديدة التي تتبعها دولة متحضرة مثل فرنسا والتي

أصدرها الجنرال ديزيه والأنظمة القديمة المألوفة في مصر منذ أيام الاحتلال العربي

الإسلامي حتى الاحتلال العثماني لمصر .

حمايته للمسلمين من ساكنى مصر:

وكانت للمعلم يعقوب قامة مسموعة في الشئون الإدارية ،وكان الجنرال بليار يتولى

الإشراف على جباية الضرائب ،وحدث أن أهل قرية من قرى بني سويف تأخروا عن

دفع الضرائب, فقبض الجنرال بليار على مشايخ القرية رهينة عنده حتى يدفع أهلها ما

عليهم من ضرائب, وصادف أن المعلم يعقوب ذهب إلى بني سويف قادماً من الفيوم

بصحبة الجنرال ديزيه بعد إخضاعها, ولما علم المعلم يعقوب بما حدث مع الشيوخ

فأحتج بشدة وثار على تصرف بليار ونصحهم باستعمال الصبر في الجباية والكف عن

إرهاق الشعب بالجباية حتى لا يكونوا مثل العثمانيين فسمعوا له وأخلوا سبيلهم .

نجاحه في تطبيق نظام التموين ونظام البريد في مصر:

وقام المعلم يعقوب بوضع خطة لحملة فرنسية تسير حتى بلاد النوبة لإخضاع المماليك

الهاربين من الجيش الفرنسي في الصعيد ،ونفذ الفرنسيين هذه الخطة ونجحت في حملتها

وبددوا شمل المماليك وأضعفوهم وكانوا تحت قيادة المماليك إبراهيم بك ومراد بك,

وعندما تقلد محمد على الحكم قضى على بقيتهم حيث أنهم كانوا من الضعف لم

يستطيعوا مقاومته, أما الجنرال ديزيه الفرنسي فعاد إلى أسيوط وأتخذها مركزاً عاماً

للقيادة ومعه المعلم يعقوب وكبار ضباطه.

ونظم الجنرال يعقوب فرقة من السعاة ( الهجانة ) تتولى الاتصالات بين الجيوش

المختلفة في أنحاء مصر بما يشبه البريد في العصر الحديث, وقد أعجب الجنرال ديزيه

بتنظيمه لإدارة البريد لأنها جعلته على اتصال دائم بجنوده في الشمال والجنوب

وتحريكها طبقاً لخططه الحربية , وكان يرسل الجرحى للقاهرة ويتزود منها بالمؤن

والذخيرة .

اشتراكه في الحملة الفرنسية ضد المماليك:

وحدث تناقص في الجيش الفرنسي لسوء تدبير الجنرال مينو , وأتفق مع الفرنسيين في

تجنيد بعض الأقباط الشبان فذهب إلى الصعيد وجمع ألفين من الأقباط الأشداء فقبل

الفرنسيين تدريبهم على حمل السلاح والقتال وتعلم يعقوب نفسه الخطط العسكرية

وترأس الفرقة القبطية ,وكان رفيقاً للقائد الفرنسى ديزيه الذى أهداه سيفاً فخرياً نقشت

على اليد هذه العبارة : " معركة عين القوصية " تكريماً بفضل شجاعة يعقوب وفيلقه

القبطي في معركة القوصية ( 24 ديسمبر سنة 1798م) وكان يقود مع ديزيه الحملة

الفرنسية وكان المماليك عشرة أضعافهم ولكن ببسالته وإقدامه في خوض المعركة

انتصرت الحملة الفرنسية على المماليك وأستحق هذا التكريم ولا يزال هذا السيف

موجوداً عند الباقيين اليوم من أفراد عائلته .

ولما وجد الفرنسيين أن يعقوب لا يقل في المهارة عن قوادهم منحوه رتبه جنرال (قائد)

جيش , ويعتبر المعلم يعقوب يوحنا هو أول رجل من غير الفرنسيين تمنحه حكومة

الجمهورية الفرنسية إلى رتبة قائد ( جنرال) ولقبه الشريف حسن شريف مكة " بعظيم

حملة ديزيه في الوجه القبلي " وبعد هزيمة المماليك طلبوا الصلح وطلبوا وساطة

الجنرال يعقوب يوحنا .

الجنرال يعقوب مع كليبر:

عندما عمل المعلم يعقوب مع الجنرال كليبر في تنفيذ خططه منحه رتبه أعلي وهى

كولونيل (أي مقدم) ومنحه الجنرال مينو بعد ذلك رتبة جنرال أى(لواء) كما كان

وزيراً للمالية في ذات الوقت ,وقد أدار الأمور التي وكلت إليه إدارة ماهرة بالسلطة

المخولة إليه من قادة الحملة الفرنسية .

الجنرال يعقوب وحماية الأقباط :

ولكن لم يتعود الأقباط إرسال أولادهم للقتال والعسكرية والجندية في ذلك الزمان فحضر

آبائهم من الصعيد ولجئوا إلى الأنبا مرقس (الـ 101) ليتوسط لدى الجنرال يعقوب

حتى يطلق سراح أولادهم, فرفض طلب البابا القبطي ولكن رجع معظمهم من تلقاء

أنفسهم ولم يتبق معه غير 700 - 800 قبطي ،وبني قلعة صغيرة بجهة الجامع

الأحمر بالأزبكية وسماها قلعة يعقوب متحسباً لهجوم رعاع المسلمين وغوغائهم وقد

ذكر المؤرخين أنه كان كثيراً ما يهجمون على الأقباط دائماً من وقت لآخر خاصة

عندما يهاجم مصر عدو من الفرنجة .

وفعلاً ما فكر فيه الجنرال يعقوب حدث فقد دبر المسلمون خطة للهجوم على الأقباط

لأبادتهم كما حدث وذبح المسلمون المسيحيين في مدينة دمياط أيام هجوم الصليبين عليها

،وكان كل غرض الجنرال يعقوب هو الدفاع عن أخوانه الأقباط ضد المهاجمين من

المسلمين فعندما شعر بقرب تنفيذ خطة المسلمين هدم بعض البيوت التي خربها

المسلمين في الحوادث الأخيرة وبني على أنقاضها سوراً عاليا ضخما حول الحي

القبطي به فتحات لإطلاق نيران البنادق على المسلمين الذين يقتربون من الحي القبطي

للاعتداء على الأقباط ,وشيد أبراجا فوقه من داخلالسور وجعل للسور بوابتين وكلف

جنديين يحملان السلاح على أكتافهما لحراسة البوابة لمنع كل من يحاول الدخول وحفر

أنفاقاً لهروب الأقباط إذا حدث وأحتل المسلمين هذا الحي وأصبح المكان حصنا, وتمكن

الجنرال يعقوب من أن ينقذ الأقباط من مذبحة دموية كانت ستحدث بالدفاع عنهم ضد

من يريد أن يقتحم حيهم الآمن.

وعندما غزا مصر الجيش العثماني والجيش الإنجليزي قال الجبرتي المؤرخ المسلم عن

تهور رجل من رجال الجنرال يعقوب فقال:" أمر الجنرال يعقوب رجلاً أسمه عبد الله

بالأشراف على الناس لإقامة المتاريس فتعدى على بعض الأعيان الأغنياء وأنزلهم من

على دوابهم وضرب بعض منهم حتى أن واحداً سال الدم من وجهه, فذهب وأشتكى

لآخرين فتجمعوا ورفعوا شكواهم جميعاً إلى بليار قائم مقام الفرنسيين فقبض على ذلك

القبطي وحبسه بالقلعة, ثم أمر الفرنسيين أن تقوم كل حارة بإعطاء أجر عاملين تدفع

لهما أجرة من شيخ الحارة الذى يقوم بدوره بجمع أجرهما من أهل الحارة " وهذه

المتاريس أعدت للدفاع عن الأقباط وحمايتهم إذا حدث وأن هاجمهم المسلمين كما حدث

في المرتين التي تمرد فيها المسلمين وهوجتهم ضد الفرنسيين .

الفيلق‏ ‏القبطي:

هذا‏ ‏الفيلق‏ ‏تكون‏ ‏مباشرة‏ ‏بعد‏ ‏الاعتداءات‏ ‏الهمجية‏ ‏علي‏ ‏الأقباط‏ ‏التي‏ ‏قادها‏ ‏التركي‏ ‏نصوح‏ ‏

باشا‏ ‏وغيره‏ ‏من‏ ‏المغاربة‏ ‏والحجازية‏ ‏في‏ ‏مارس‏ ‏عام‏ 1800م, ‏حيث‏ ‏نادي‏ ‏نصوح‏ ‏باشا‏ ‏

وقتها‏ ' ‏اقتلوا‏ ‏النصارى‏ ‏وجاهدوا‏ ‏فيهم‏' ‏ويحدثنا‏ ‏الجبرتي‏ ‏عن‏ ‏هول‏ ‏المآسي‏ ‏التي‏ ‏حدثت‏ ‏

للأقباط‏ , ‏وفي‏ ‏أبريل‏ 1800م ‏وبعد‏ ‏هذه‏ ‏الواقعة‏ ‏مباشرة‏ ‏ظهر‏ ‏الفيلق‏ ‏القبطي‏. ‏هذا‏ ‏الفيلق‏ ‏

تم‏ ‏تكوينه‏ ‏وتدريبه‏ ‏علي‏ ‏نفقة‏ ‏المعلم‏ ‏يعقوب‏ ‏الخاصة‏. ‏بعد‏ ‏ثلاثة‏ ‏أشهر‏ ‏من‏ ‏توقيع‏ ‏معاهدة‏ ‏

العريش‏ ‏لجلاء‏ ‏الفرنسيين‏ ‏عن‏ ‏مصر‏ ‏والتي‏ ‏وقعت‏ ‏في‏ ‏يناير 1800م. ‏وكان‏ ‏موجه‏ ‏

بالأساس‏ ‏ضد‏ ‏المماليك‏ ‏والعثمانيين‏ ‏وبعض‏ ‏الرعاع‏ ‏الذين‏ ‏يعتدون‏ ‏علي‏ ‏الأقباط‏. ‏هذا‏ ‏الفيلق‏ ‏

أتاح‏ ‏للأقباط‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏منذ‏ ‏غزو‏ ‏العرب‏ ‏لمصر‏ ‏حمل‏ ‏السلاح‏ ‏والدفاع‏ ‏عن‏ ‏أنفسهم ،وقد ‏

تتراوح‏ ‏تقديرات‏ ‏المؤرخين‏ ‏للفيلق‏ ‏بين‏ 800 ‏إلي‏ 2000 ‏فرد‏ ‏مدرب‏ ‏علي‏ ‏الأسلحة‏ ‏

الحديثة‏ ‏بواسطة‏ ‏الضباط‏ ‏الفرنسيين‏, ‏كما‏ ‏يصفه‏ ‏محمد‏ ‏شفيق‏ ‏غربال‏ "‏أول‏ ‏جيش‏ ‏كون‏ ‏من‏ ‏

أبناء‏ ‏البلاد‏ ‏منذ‏ ‏زوال‏ ‏الفراعنة‏" ‏ويواصل‏ ‏محمد‏ ‏شفيق‏ ‏غربال‏ ‏وصف‏ ‏هذا‏ ‏الفيلق‏ ‏بقوله‏

"‏وكان‏ ‏وجود‏ ‏الفرقة‏ ‏القبطية‏ ‏إذن‏ ‏أول‏ ‏شرط‏ ‏أساسي‏ ‏يُمكن‏ ‏رجلا‏ ‏من‏ ‏أفراد‏ ‏الأمة‏ ‏

المصرية‏, ‏يتبعه‏ ‏جند‏ ‏من‏ ‏أهل‏ ‏الفلاحة‏ ‏والصناعة‏, ‏من‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏له‏ ‏أثر‏ ‏في‏ ‏أحوال‏ ‏هذه‏ ‏

الأمة‏ ‏إذا‏ ‏تركها‏ ‏الفرنسيون‏ ‏وعادت‏ ‏للعثمانيين‏ ‏والمماليك‏ ‏يتنازعونها‏ ‏ويبعثون‏ ‏فيها‏ ‏فسادا‏, ‏

علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏ينتمي‏ ‏لأهل‏ ‏السيف‏ ‏من‏ ‏المماليك‏ ‏والعثمانيين‏.

وبغير‏ ‏هذه‏ ‏القوة‏ ‏يبقي‏ ‏المصريون‏ ‏حيثما‏ ‏كانوا‏ ‏بالأمس‏: ‏الصبر‏ ‏علي‏ ‏مضض‏ ‏أو‏ ‏الالتجاء‏ ‏

لوساطة‏ ‏المشايخ‏ ‏أو‏ ‏الهياج‏ ‏الشعبي‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يؤدي‏ ‏لتغيير‏ ‏جوهري‏ ‏والذي‏ ‏يدفعون‏ ‏هم‏ ‏ثمنه‏ ‏

دون‏ ‏سواهم. ‏وهنا‏ ‏الفرق‏ ‏الأكبر‏ ‏بين‏ ‏يعقوب‏ ‏وعمر‏ ‏مكرم‏: ‏يعقوب‏ ‏يرمي‏ ‏إلي‏ ‏الاعتماد‏ ‏

علي‏ ‏القوة‏ ‏المدربة‏, ‏بينما‏ ‏السيد‏ ‏عمر‏ ‏يعتمد‏ ‏علي‏ ‏الهياج‏ ‏الشعبي‏ ‏الذي‏ ‏تسهل‏ ‏إثارته‏ ‏ولا‏ ‏

يسهل‏ ‏كبح‏ ‏جماحه‏; ‏إذ‏ ‏أن‏ ‏يعقوب‏ ‏لا‏ ‏يريد‏ ‏عودة‏ ‏المماليك‏ ‏والعثمانيين‏ ‏وإنما‏ ‏يعمل‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏

تكون‏ ‏لفئة‏ ‏من‏ ‏المصريين‏ ‏يد‏ ‏في‏ ‏تقرير‏ ‏مصير‏ ‏البلاد‏" ،وقاد يعقوب الفيلق القبطي بعد أن

منحوه الفرنسيين لقب جنرال ووهبوه سيفاً ومنحوا أبن أخيه لقب كولونيل. وهذه الرتب

لم يصل إليها أى قبطي في جيش مصر منذ احتلال العرب المسلمين مصر وحتى الآن ‏

ويقول الجبرتي المؤرخ المسلم عن قصة إنشاء الجنرال يعقوب للفيلق القبطي : " أن

يعقوب القبطي لما تظاهر مع الفرنسيين, جعلوه ساري عسكر القبط ... فجمع شبان

الأقباط وحلق لحاهم, وألبسهم زياً يشابه عسكر الفرنسيين, ولكنه ميزهم عنهم بقبعة

يلبسونها على رؤوسهم, مشابهة لشكل البرنيطة, وعليها قطعة فروه سوداء من جلد

الغنم غاية في البشاعة ! وصيرهم عسكره وعزوته , وجمعهم من أقصى الصعيد .

وهدم الأماكن المجاورة لحارة النصارى ,التي هو ساكن بها, خلف الجامع الأحمر,وبني

له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير يحيط به بدنات عظام (جمع بدن وتعنى

هيكل أو شكل), وكذلك بني أبراجاً في جهة الحارة ببركة الأزبكية ,وفى جميع السور

المحيط والأبراج طيقانا (جمع طاقة) للمدافع وبنادق الرصاص على هيئة سور مصر

الذي رممه الفرنسيين, وجعل على باب القلعة يفتش الخارج والداخل عديد من العساكر

الأقباط الملازمين للوقوف ليلاً ونهاراً ،وبأيديهم البنادق على الطريقة الفرنسية ".

حقيقة هامة : أن الإسلام والمسلمين أخذوا الجزية ولم يستطيعوا حماية مسيحي مصر

في أي وقت من الأوقات من أي غازى ولا حتى من أنفسهم , وعلى هذا فإن الجزية

التى فرضت على مدى قرون على شعبنا القبطي تعتبر فردة وإتاوة فرضت من

لصوص على شعبنا القبطي لأنه يؤمن بالمسيحية لا أكثر ولا أقل .

يعقوب في نظر الفرنسيين:

كان يعقوب محل اعتبار لدى الفرنسيين فبعد انتصاره في الصعيد اعطى مكافأة واهداه

الفرنسيون سبقا فخريا منقوشا عليه (معركة عين القوصية) اعترافا بفضله فيها في 24

ديسمبر 1798 كما اهداه نابليون عباءة من الفرو ولما ألف الفيلق القبطي رقاه كليبر

الى رتبة كولونيل في مايو 1800 ثم الى رتبة جنرال (لوار) سنه 1801، وبهذا

عاش يعقوب عيشة مرفهة، فركب الخيول وكانت له حراسته الخاصة وكانت له

الأراضي والمزارع والعبيد والاماء .

علاقة الجنرال والبطريرك القبطى:لم تكن العلاقة بين الجنرال يعقوب القبطي قلباً وقالباً

وبين البطريرك القبطي على ما يرام, ولا نعرف ما هو الخلاف الذي كان بينهما ،وهل

أزكى المسلمين نار هذا الخلاف حسب عادتهم, إلا أن نقطة الخلاف الكبيرة التي ذكرها

المؤرخون هي أنه عندما كون الجنرال يعقوب فيلقه القبطي أختار 2000 شاب من

الصعيد وهذا الأمر لم يتعود عليه الأقباط (مهنة الحرب والقتال) فلجئوا إلى الأنبا

مرقس البطريرك(101) أن يتوسط للجنرال يعقوب أن يرجع هؤلاء الأقباط إلى

أهاليهم فرد عليه أن من أراد البقاء فليبقى معه ومن أراد الرجوع فليرجع ويذكر بعض

المؤرخين أن الذين بقوا معه 700 قبطي فقط ولكن من الظاهر لم يرضى هذا الرد

البطريرك.

أما السبب الثاني الذي أغضب البطريرك فقد كان قد تزوج من ابنة عمه وولدت له ولداً

ولكنهما ماتا في وباء الطاعون الذي عم مصر وظل 12 سنة بعد موتهما, ثم تزوج من

امرأة من غير بني جنسه ( يعتقد انه تزوج من امرأة شامية ) بطريقة غير شرعية

(يعتقد أنه تزوجها طبقاً لمراسيم زواج في كنيسة غير قبطية). وحدث أنه عندما مات

الجنرال يعقوب سنة 1218 هـ طلبت زوجته ميراثها من تركة زوجها فعارضها إخوته

بدعوى أنه لم تتزوجه زواجاً شرعياً لأنها كانت شامية ولم تتزوج تبعاً للطقس القبطي.

والسبب الثالث مخالفته للأقباط في الشكل والزى والملبس والحركات, كما أنه رغم ما

يملكه من أموال طائلة لم يرمم كنيسة واحدة ولم يوقف على أية كنيسة شيئًا من ماله.

ولا يستطيع المؤرخين الحكم على التفكير الباطنى لكلا الرجلين البطريرك والجنرال

القبطي يعقوب يوحنا لأن كلا من الرجلين له طريق مختلف وقد يكون الطريقين متقابلين في أحيانا قليلة أو متوازيين في أحيانا أخرى أو متضادين في أحيان كثيرة ,فللسياسة طريق وللدين طريق آخر وكل طريق له أساليبه في التعامل وصياغة الأمور وتوجيهها وأساليب التعامل في الطريقين بلا شك تختلف اختلافا كبيراً
و نسرد هنا أقوال المؤرخين حتى ولو كانت مستقاة عن طريق السمع ويحتمل خطأها .
ونورد هنا قول المؤرخ يعقوب نخلة روفيله : " إن يعقوب يوحنا سار في خطة تخالف ما كان عليه أبناء جنسه فضلاً عن مخالفته لهم بالزى والحركات , وأتخذ له امرأة من غير جنسه بطريقة غير شرعية, كما أن رجال الدين ولا سيما البطريرك لم يكونوا راضيين عن تصرفاته وأحواله، وسمعت من بعض الشيوخ الأقباط المسنين أن البطريرك نصحه مرات عديدة بالعدول عن هذه الخطة فلم يقبل, وعاوده بالنصيحة مرة أخرى فجاوبه جواباً عنيفاً، وسمعت من آخر أن ما كان بينه وبين البطريرك من المنازعة والمشاحنة دفعه إلى التجرؤ على الدخول في الكنيسة راكباً جواده شاهراً سلاحه.
وحاول الكثير من المؤرخين أو المفكرين أن ينحاز إلى واحد من الأثنين فقال وليم سليمان : "يقف البطريرك والكنيسة هذا الموقف من يعقوب في وقت لم تكن القومية بالمعنى الحديث قد ظهرت في مصر, وفى ظل حكم المماليك ومؤامرتهم المتواصلة للتفرقة بين جماهير الشعب تمكيناً لسلطانهم, ومع وجود الحملة الفرنسية في البلاد وهى التي استمالت الكثيرون ومن بينهم رجال الأزهر, وواضح أن هذا كله لا يمس القيمة التي أثبتها الدارسون لمشروع الاستقلال الذي تبناه يعقوب وصحبة ".
مغادرة الجنرال يعقوب لمصر:
هناك أقوال كثيرة عن سبب ترك الجنرال يعقوب مصر هو وغالبية جيشه فقال القس منسي يوحنا : لم يكن في إمكان الجنرال يعقوب البقاء في مصر بعد خروج الفرنسيين منها, فخرج مع الجيش الفرنسي هو وأكثر رجال فرقته خوفاً من اضطهاد المسلمين لهم لأن الفرنسيين كانوا قد ولوا منهم أفراداً في مناصب قيادية عالية, ومنهم المعلم أبو طاقية الذي كان يفصل بين المسلمين في الأحكام الشرعية ولم يعد إلى مصر بعد خروجه منها بل مكث في فرنسا حتى مات هناك بعد هجرته إليها ببضع سنوات ".
وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصري: أنه لما انتهى أمر الحملة الفرنسية بالصلح مع العثمانيين والإنجليز بشرط انسحابهم من مصر عزم الجنرال يعقوب على السفر إلى فرنسا, فخرج بمتاعه وعازفه وعدى إلى الروضة (حيث خرج الفرنسيين من القاهرة استعدادا للرحيل) ومعه عساكر القبط وهرب الكثير من الباقيين واختفوا, واجتمعت نساؤهم وأهلهم وذهبوا إلى قائم مقام وبكوا وولولوا وترجوه في أبقائهم عند عيالهم وأولادهم فإنهم فقراء وأصحاب صنائع فهم ما بين نجار وبناء وصناع وغير ذلك فوعدهم أن يرسل إلى يعقوب أن لا يقهر (يغصب) منهم من لا يريد السفر والذهاب معه " .
وكان هدف يعقوب من سفره السعي إلى أقناع حكومة انجلترا بوجوب أنشاء جيش مصري صميم من أهل البلاد ليزود عن بلاده, أما قبطان باشا حسن ( الوالي التركي ) فقد طلب من بليار أن يقنع يعقوب بالبقاء في مصر للانتفاع بمواهبه في الإدارة, ولكن صمم يعقوب على خدمة بلاده بالطريقة التي رآها, وفعلاً ركب مركباً وقصد فرنسا وسافرت معه أمه وزوجته وأبنته وأخوه حنين وأبن أخيه الكولونيل غبريال سيداروس وبعض الأقارب .
ولم يكن الفيلق القبطي هم المجندين الوحيدين الذين دربهم الفرنسيين على حمل السلاح ولكن كان هناك كثيرين من عساكر الشوام المسيحيين وغيرهم وهؤلاء انضموا مع العثمانيين وتزينوا بالزى العثماني ودخلوا القاهرة ثانية ,أي أنهم خلعوا زى الفرنسيين وتزينوا بزى العثمانيين وأصبحوا فى جيشهم.
أما كبار الأراخنة مثل جرجس الجوهري وآخرين فقد أعطاهم إبراهيم بك المؤن فخرجوا معاً وسلموا على قبطان باشا ثم رجعوا إلى دورهم .
نهاية الجنرال يعقوب:
وأبحرت المركب التي تقله في 10 أغسطس سنة 1801م ووقف يعقوب على ظهرها يملأ بصره إلى شواطئ مصر حتى غابت عن نظره ولكنها لم تغب عن وجدانه وقلبه, وظل قلبه ينبض بحب مصر إلى عاجلته المنية بعد ذلك بستة أيام, وكان آخر وصية له همسها في أذن بليار وهو يحتضر هو رجاؤه أن يدفن إلى جانب الجنرال ديزيه وبالفعل نفذ الفرنسيين وصيته وتقديرًا لمكانته حفظ الأطباء جثته ولم يلقوها في البحر كالمعتاد وحملوها معهم [ ويقال أنهم احتفظوا بجثمانه في برميل من الخمر حتى يصلوا إلى فرنسا ودفن هناك]. قبل مرضه، اتصل بالقائد جوزيف إدموندس وأخذ يحدثه بما كان يجول في نفسه عن مستقبل بلاده، وكاشفه بما أعده من مشروعات لاستقلال مصر. ولم يحضر هذا الحديث سوى سكرتيره لاسكاريس، ولما توفي يعقوب تولى لاسكاريس تدوين ذلك الحديث في مذكرات قدمها إلى جوزيف إدموندس وبسط فيها مشروع الاستقلال ونوع الحكومة الوطنية التي تؤلَف في ظل هذا الاستقلال ،وطلب من القومندان جوزيف إدموندس أن يبلغها للحكومة الإنجليزية ،وبقيت هذه الوثائق محفوظة في وزارة الخارجية إلى أن عُثر عليها منذ سنوات.
ذوبان الأقباط المهاجرين في وسط الشعب الفرنسي:
وذهب معظم الفيلق القبطي مع الجنرال يعقوب في مراكب إلى فرنسا بعد إنساحب الجيش الفرنسي من مصر وكان هدف الجنرال يعقوب هو تكوين جيش قوى يحمى مصر من ظلم العثمانيين وتحريرها إلا أن سنه الكبير لم يتحمل عناء السفر ومات في المركب الذي يقله إلى الغرب, وواصل جنوده الرحلة ومنهم يعقوب بقطر وأسمه إلياس بقطر الذي وضع القاموس (إلياس الشهير - العربي / الفرنسي), والبعض يقول أنه أبن أخي يعقوب ولد بأسيوط سنة 1784 م وعينه نابليون مترجماً لجيشه ،وساعد علماء الحملة الفرنسية في وضع المرجع الكبير كتاب " وصف مصر " وبعد مهاجرته نال مركزا علمياً سامياً بفرنسا وعين مدرساً بمدرسة اللغات الشرقية بباريس وتوفى سنة 1821 م ،ووضع القاموس المشار إليه, وطبع قاموسه فى سنة 1828 م, ومما يجدر الإشارة إليه انه أول من درس من الأقباط اللغة الفرنسية وتفوق فيها وأتقنها .
الكولونيل غبريال سيداروس : كان غبريال يشتغل فى دائرة أبراهيم بك وقت دخول الفرنسيين مصر, ثم عين لإدارة أعمال محمد بك الألفي لمدة سنتين, ثم أشتغل دليلاً للحملة الفرنسية ومترجماً للجنرال كليبر في نفس الوقت, ثم أصبح وكيلاً في فرقة الجنرال ديزية الذي أصبح حاكماً عسكريا للحملة الفرنسية فى الصعيد .
أما عن مهاراته العسكرية فقد أشترك مع عمه في موقعة جرجا التي أنهزم فيها المماليك والبدو الذين ساعدوا المماليك في الحرب وانهزم فيها المماليك شر هزيمة, وكذلك حارب في معركة أسوان وعين بعدها وكيلاً للفيلق القبطي .
وذاب الأقباط في وسط المجتمع الفرنسي حيث أن الذين غادروا مصر كانوا رجالاً البعض منهم لم يكن لهم زوجات والبعض الآخر لهم زوجات وتركوهم في مصر وضاعت أسماء أسرهم وألقابهم هناك وكان من بينهم كولونيل أسمه مكاريوس حنين , والكولونيل غبريال سيداروس , والكولونيل حنا هرقل , والقومندان عبدالله منصور , وأنضم الفيلق القبطى للجيش الفرنسي وحاربوا الروس في موقعة راجوز سنة 1806م.
وقد أعترف إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت ببسالة هؤلاء القادة ومنحهم وسام "جوقة الشرف " أما باقي الفيلق فقد صدر الأمر بتسريحه من وزارة الحربية الفرنسية في 29 سبتمبر سنة 1814 م.
ويقول القس منسي يوحنا: "ويروى بعض الثقاد أن الخديوي إسماعيل أستحضر مرة مجموعة من الممثلين والممثلات من فرنسا, وكانت بين هؤلاء الممثلات آنسة تعرف بمدام منصور نسبة إلى جدها الأدنى أو الأعلى المعلم منصور القبطي أحد المهاجرين من مصر في تلك الديار ".
المؤرخ أنور لوقا في بحثه عن المهاجرين المصريين إلي فرنسا في القرن التاسع عشر أصدر كتابا بعنوان 'هذا هو المعلم 'يعقوب' وقام بنشره المجلس الأعلى للثقافة سنه 2002م، وفي هذا الكتاب رأي أنور لوقا في المعلم (والجنرال) يعقوب انه قد ذهب إلي فرنسا وهو يحمل بذرة الوطنية المصرية فكان أول مصري يضع مشروعا لاستقلال مصر عن الدولة العليا وعن حكم المماليك بغرض جعل مصر بلداً حرة خالصة لأهلها فكانت مطالبه ­ كما يذكر أنور لوقا ­ تتلخص في شيئين اثنين هما اعتراف الدول الغربية بالدولة المصرية علي أسس اقتصادية بالإضافة إلي بناء الدولة العصرية لكن العمر لم يطل به حتي ينال موافقة الدول علي هذا الاستقلال، وكان قد عثر في فترة العشرينات في محفوظات وزارة الخارجية البريطانية علي الوثائق التي تضمنت مشروع الاستقلال هذا فنشرها المسيو جورج لوان George Douin في مقدمة كتابه 'مصر المستقلة' ،والذي نشر بالفرنسية عام 1924م ثم نشرها الأستاذان توفيق أسكاروس وميخائيل بشارة داود في مجلة 'مصر الحديثة' وفي سنة 1932م نقلها الأستاذ شفيق غربال في مؤلفه النفيس باللغة العربية "الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس" أيضا اهتم أنور لوقا ­ في دراسته للمهاجرين المصريين إلي فرنسا في القرن التاسع عشر ­ بدراسة اثرهم في الأزياء وفي الفنون الجميلة وفي الأدب والفكر وتوصل إلي من كانوا روادا في الفكر واللغة والأدب ومن بينهم الياس( أو اليوس ELLious) بقطر.
نظرة دارسى التاريخ اليوم للجنرال يعقوب:
تعيد هيئة قصور الثقافة نشر كتاب يتهم "المعلم يعقوب" القبطي بخيانة وطنه:
أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة إصدار كتاب "المعلم يعقوب.. بين الأسطورة والحقيقة" للدكتور "أحمد حسين الصاوي" ضمن سلسلة "ذاكرة الوطن" بسعر زهيد (2 جنيه) وتهدف السلسلة كما يقول ناشريها إلى نشر كتب مختارة تعبر عن تاريخ مصر الثقافي والوجداني!!
المعلم "يعقوب القبطي" من الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل، البعض اعتبره وطنيًا مخلصًا وثائرًا على الظلم العثماني والمملوكي، وآخرون اعتبروه عميلاً للاحتلال الفرنسي وخائنًا لوطنه.
وهذا الكتاب يميل إلى الرأي الثاني، معتبرًا المعلم يعقوب خائنًا للوطن لتأسيسه "فيلق" قبطي شارك في الحروب مع قوات الاحتلال الفرنسي على مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م، بالإضافة إلى مغادرته ورحيله عن مصر مع القوات الفرنسية بعد فشل الحملة على مصر. يبدأ الكتاب بتقديم للأستاذ أسامة عفيفي رئيس تحرير السلسلة يقول فيه: أن مؤرخي التاريخ المصري الحديث أجمعوا على "خيانة" المعلم يعقوب لتعاونه مع المحتل، وأن وثائق المحتل نفسه قد كشفت دوره في التآمر على المقاومة الشعبية خلال ثورتي القاهرة الأولى والثانية.
ويقول مؤلف الكتاب الدكتور "الصاوي": إن المعلم "يعقوب حنا" من كبار الأقباط الذين تزعموا حركة التعاون مع سلطات الحملة الفرنسية، وقد شارك في ذلك عدد من أبرز "المعلمين" مثل جرجس الجوهري وأنطون أبو طاقية وفلتاؤس وملطي. ص 17
واستعرض المؤلف الملامح العامة للأقباط أثناء الحملة الفرنسية على مصر، مؤكدًا أن الأقباط من أصحاب المصالح تعاطفوا مع الغزاة الجدد باعتبارهم "مخلّصين" وكذلك "مسيحيين" مثلهم سوف
يحررونهم من الخضوع لسلطان المسلمين!! ص 13
ويضيف الصاوي: أن الفرنسيين بخطتهم الاستعمارية ويعقوب بأحلامه وتطلعاته التقيا على إرادة واحدة تجسدت في انجاز واحد هو تكوين الفيلق القبطي. ص 30، وأن يعقوب في عهد "منو" أدى مهمته في خدمة السلطات الفرنسية وتفانى وأعوانه في أداء هذا العمل على حساب أمن المصريين وسلامتهم وحرياتهم وكرامتهم وحُرمة بيوتهم وأموالهم. ص 34
ويشير الصاوي إلى: أن أحاديث يعقوب على ظهر الفرقاطة "بالاس" مع قبطانها الإنجليزي لا تعدو أن تكون من قبيل الأحاديث العفوية العابرة، وأشار المؤلف إلى دور الشاب الإيطالي "لاسكاريس" الذي صحب حملة بونابرت لمصر، وقام بنقل وصياغة أحاديث يعقوب وتحويلها إلى مذكرات كان مصيرها الحفظ في وزارتي الخارجية في لندن وباريس، ورفض الصاوي اعتبار هذه المذكرات أول مشروع لاستقلال مصر أو الجزم بنسب هذه المذكرات إلى الجنرال يعقوب. ص 82
ويؤكد المؤلف على أنه إذا كان المعلم يعقوب قد نزع، إبان الحملة الفرنسية إلى سلخ مصر عن الدولة العثمانية، فقد كان هذا النزوع من خلال نظرة ضيقة أملتها عاصفة طائفية لا وطنية فيها ولا بطولة. ص 84
وفي نهاية الكتاب عدة ملاحق منها نص قصيدة يعقوب في رثاء الجنرال "ديسيه" والنص الكامل لمنشور بونابرت إلى المصريين، ونص عريضة زعماء الأقباط إلى الجنرال منو... وغيرها
يذكر أن "الكتيبة الطيبية" نشرت كتابًا بعنوان "الجيش القبطي الوطني" للقمص متياس نصر الذي يؤرخ فيه لصفحات من تاريخ القبط في الفترة من 1800 حتى 1814. يفرد صفحات مطولة عن سيرة المعلم يعقوب، ويستعرض فيه فكرة تكوين جيش وطني مصري، وكيف كان هذا الفيلق القبطي يحوي بين صفوفه مسلمين مخلصين للوطن، بالإضافة إلى الوفد الذي آمن بفكرة استقلال مصر بمساعدة إنجلترا وفرنسا كان من بينهم مسلمون وطنيون.
يبقى السؤال، عن مَن يمكنه أن يؤرخ ويكتب في التاريخ ليطلق الأحكام على شخصيات تاريخية سواء بالعمالة أو الوطنية؟
أكد الكاتب الصحفى أسامة عفيفى أن هجوم أقباط المهجر على هيئة قصور الثقافة بسبب كتاب "المعلم يعقوب بين الأسطورة والخيال"، إنما هو ردود فعل متعصبة منهم، حيث يتاجرون بأى قضية، ويسيئون إلى المسيحيين والكنيسة المصرية، وقال "إذا كان الأقباط يرون المعلم يعقوب حنا حاجة كويسة يبقى هم يعتبرون خيانة مصر حاجة كويسة"، مشددا على أن الكتاب تناول المعلم يعقوب كمصرى خائن وليس كقبطى خائن.
يذكر أن إعادة هيئة قصور الثقافة إصدار كتاب "المعلم يعقوب بين الحقيقية والخيال" للدكتور أحمد حسين الصاوى ضمن سلسلة "ذاكرة الوطن" التى يرأس تحريرها الكاتب الصحفى أسامة عفيفى، أثار ردود فعل غاضبة فى الأوساط القبطية على حد المطالبة بمصادرته، واعتبر البعض أن الكتاب مقصود به الإساءة إلى الشخصيات القبطية.
واعتبر عفيفى الكتاب أكبر دليل على وطنية الأقباط والكنيسة المصرية التى اتخذت موقفا ضد المعلم يعقوب نفسه، وينفى عنها تهمة الخيانة لأن المؤلف كما أدان المعلم يعقوب أدان مراد بيه المسلم، حيث يوجد فصل كامل عنه وعن خيانته، ويثبت أن الجيش القبطى لم يكن خائنا وإنما كان يضم مرتزقة ومماليك وقتلة مأجورين من المسلمين.
وردا على مطالبة بعض الأقباط بمصادرة الكتاب، قال عفيفى هذا نداء بعض المتعصبين ولو طالب الأقباط بذلك يصبح من حق المسلمين المطالبة بمصادرة كتاب لويس عوض، وكتاب "الجيش المصرى" الذى يرى أن المعلم يعقوب بطل قومى، وأن المسلمين يضطهدون المسيحيين، مؤكدا أنه ضد فكرة المصادرة نفسها والفكر يرد عليه بالفكر، مشيرا إلى أن إصدار الكتاب فى هذه الفترة بسبب الكتب الكثيرة المنتشرة التى تمجد المعلم يعقوب وتعتبره بطلا قوميا، وهذا الكتاب غير موجود فى الأسواق ونشرته الهيئة إيمانا بحرية تداول المعرفة وحق القارئ المصرى فى معرفة وجهة النظر الأخرى.
نظرة المسلمين اليوم للمعلم يعقوب :
لعلم المسلمين أن الجنرال يعقوب هو وطنى مصرى وإننى كقبطى ومؤرخ أعتبره قبطياً مصريا ووطنيا بل أننى أفخر به وبإنتماءاته الثلاثة بالرغم من أنه إنفصل عن الكنيسة القبطية من ناحية الزواج إلا أننى أعتبره قبطياً أى مصرياً وفيما يلى نظرة المسلمين اليوم فى ظل حكم إسلامى أذاقوا الأقباط من العذاب والذل ألوانا فى وجود عصابات إسلامية إجرامية : غضب قبطي بسبب طبع «قصور الثقافة» كتاباً يتهم «المعلم يعقوب» بدعم الاحتلال الفرنسي.
جريدة المصري اليوم تاريخ العدد الجمعة ٢٩ مايو ٢٠٠٩ عدد ١٨١١ كتب فتحية الدخاخنى وعمرو بيومى
أثار كتاب المعلم يعقوب، الصادر عن هيئة قصور الثقافة، استياء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والعديد من المفكرين الأقباط، وذلك لاتهامه شخصية المعلم يعقوب ومن معه من الأقباط بتكوين جيش قبطي أثناء فترة الحملة الفرنسية على مصر، لمساعدة المحتل الفرنسي ضد المصريين، فيما أكد الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة، احتواء الأزمة، موضحا أنه اتصل بالبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتوضيح موقف الهيئة الذي لم يقصد أي إساءة، وأن البابا تفهم هذا الموقف.
يذكر أن المعلم يعقوب، الشهير بـالجنرال يعقوب، ولد عام ١٧٤٥م، وذاع صيته أثناء الحملة الفرنسية عندما كوّن جيشاً قبطياً على نفقته الخاصة، وذكر الكتاب محل الأزمة أنه قاتل بجيشه مع الفرنسيين ضد الدولة العثمانية فى مصر.
ورفض الأنبا روفائيل «النائب البابوى» الاتهامات الموجهة لشخصية المعلم يعقوب، مؤكدا أن يعقوب كان شخصية وطنية، وعمل على تحرير مصر من المحتل سواء الفرنسي أو التركي.
وطالب نجيب جبرائيل، أحد مستشاري البابا القانونيين، بمصادرة الكتاب لما «يمثله من تحريض وتعصب ضد الأقباط، خاصة أنه صادر عن هيئة حكومية تنتج إصداراتها من ضرائب الأقباط والمسلمين».
في المقابل، بعث الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، رسالة إلى البابا شنودة، أوضح فيها أن الكتاب لم يكن يقصد الإساءة للأقباط، مشيرا إلى أنه اتصل أيضا بالبابا، وأن الأخير أبدى تفهّمه لوجهة نظر الهيئة.
وقال مجاهد لـ»المصرى اليوم»: «لو كان الكتاب أثار غضب واستياء بعض المسيحيين فأقول لهم حقكم علينا».
وحمّل رئيس الهيئة مسؤولية إعادة نشر الكتاب لرئيس تحرير هذه السلسة أسامة عفيفى، مشددا على «عدم تدخله» فى قرارات رؤساء تحرير إصدارات الهيئة.من جانبه، قال أسامة عفيفى إنه أعاد طبع الكتاب للمرة الثانية، لأن الطبعة الأولى التى صدرت فى الثمانينيات نفدت من الأسواق، مشيرا إلى أن الكتب الموجودة الآن «تمجّد المعلم يعقوب بصورة متطرفة»، وأنه رأى ضرورة تقديم وجهة النظر الأخرى للشباب. وأشار إلى أن الكتاب- الذى ألفه الدكتور أحمد حسين الصاوى- تعامل مع يعقوب باعتباره «مصريا خائنا، وليس قبطيا خائنا»، فضلا عن أنه «تحدث عن بعض المسلمين الخونة، ومن بينهم مراد بك».
الأدلة التاريخية على وطنية الجنرال يعقوب
لقد كان من الممكن أن يظل دورالجنرال يعقوب فى محاولته للحصول على استقلال مصر مجهولا وتظل ذكراه ملطخة علىاعتبار أنه خائن لوطنه ساعد الفرنسيين وهرب معهم بعد انسحابهم الى فرنسا لولا عثوربعض رجال التاريخ المصريين أثناء دراساتهم بالخارج على بعض الوثائق التاريخيةوقاموا بترجمتها ونشرها ضمن مؤلفاتهم جعل من الممكن لنا إعادة تقييم دور المعلميعقوب وما كان يهدف إليه.
وهذه الوثائق هي أربعة خاصة بهذا المشروع اكتشفت فيسجلات وزارتى الخارجية ألأنجليزية والفرنسية:
الأولى: كتاب بالأنجليزية منالقبطان أدموندوس للورد الأول للبحرية الانجليزية مؤرخ فى4أكتوبر1801م يتضمنأحاديثه مع المعلم يعقوب فى الطريق الى فرنسا.
الثانية: مذكرة مشروع أستقلال مصرمكتوبة بالفرنسية بواسطة الفارس لاسكاريس وملحقة بالكتاب السابق ذكره،والوثيقتان موجودتان فى أوراق وزارة الخارجية الأنجليزية فى المراسلات الخاصةبالدولة العثمانية تحت رقم
F.O.78Turkey33 (Sept.-Dec.1801)
الثالثة : خطاببتاريخ23سبتمبر1801م من لاسكاريس موقع عليه من شخص يدعى نمر أفندى للقنصل ألأوللفرنسا
الرابعة: بنفس التوقيع والتاريخ وموجهة الى تاليران وزير الخارجيةالفرنسية.
والوثيقتان فى سجل المراسلات الخاصة بالدولة العثمانية فى وزارةالخارجية الفرنسية فى المجلد رقم 203 نقلهما المسيو أوريان فى مقالة عن لاسكاريس فىمجلة Mercure de France بتاريخ15يونيو 1924م.

وفى بحث متميز عقده د.شفيقغربال مقارنة بين المعلم يعقوب والشيخ عمر مكرم فيقول:
"يعقوب يرمى الى الاعتماد على القوة المدربة والسيد عمر يعتمد على الهياجالشعبى الذى تسهل اثارته ولا يسهل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elnehesy.yoo7.com
 
المعلم يعقوب (الأمير و الجنرال)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشهيد الأمير تادرس الشُطبي الأمير
» شاهد فيلم الارخن المعلم قديس العطاء المعلم ابراهيم الجوهرى من عندنا
» تادرس المشرقي الأمير
» تادرس المشرقي الأمير
» تمجيد الأمير تادرس الشطبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره :: اورثوزكسيات :: تاريخ كنيسه-
انتقل الى: