بيان قداسة البابا كيرلس السادس بشأن جمعيات خلاص النفوس
• معلومة للقارىء العزيز قبل قراءة هذا البيان : أن هذا البيان عندما تقرأة كله يشمل التحذير من جميع الطوائف البروتستانتية
• أيضا هناك ارتباط وثيق بين جمعية خلاص النفوس و حماعة الأخوة البلاميس فهم يحملون نفس التعليم ونفس الوعاظ أمثال : يوسف رياض - ماهر صموئيل - فريد زكي - زكريا استاورو - حليم حسب الله - مجدي صموئيل – إبراهيم صبرى – متى ناشد حنا .....وغيرهم الكثير
الأقباط الأرثوذكس و جمعيات خلاص النفوس :
بيان للشعب الأرثذوكسى
من كلية البابا كيرلس السادس اللاهوتية
والكلية الإكليريكية للقبط الأرثوذكس
لا زال عدد من الأقباط الأرثوذكس الأبرياء يترددون على جمعيات خلاص النفوس اعتقادا منهم أنها جمعيات روحية تهدف إلى أغراض روحية بحتة، وأنها على زعم قادتها جمعيات لا طائفية
ونحن نعجب لأمر هذة الجماعة التى تصر على انكارها لبروتستانتيتها ، وتتستر تحت اسم لامع جميل وهو " خلاص النفوس"
ولكن لماذا اتخذت هذة الجماعة لنفسها هذا الإسم ؟؟
هل حقا لأنها تهدف إلى خلاص النفوس فقط ؟؟
لا شك أن غاية ايماننا المسيحى هو خلاص النفوس " نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ." 1 بط 1 : 9 وهذة الغاية هى التى تعمل من أجلها كنيستنا الأرثوذكسية منذ انشائها إلى اليوم . وهى الغاية التى أدركها جمهور القديسين فى الكنيسة الراقدين منهم والأحياء .
لأنة إذا لم يكن خلاص النفس هو غايتنا ، فباطل هو ايماننا وباطل هو تعليمنا و باطل هو سعينا و جهادنا فى طريق الكمال المسيحى.
وإذا لم يكن خلاص النفس هو غايتنا فلتغلق كنائسنا ولتتحطم منابرنا ، ولتصمت إلى الأبد وعاظنا ، ولتقف نهائيا كل خدمة مقدسة فى كنيسة الله الرسولية !
وإذا لم يكن خلاص النفس هو هدفنا وهدف الكنيسة الأسمى والأول ، فلماذا دٌشنت الكنائس وأٌقيمت المذابح و رٌفعت القرابين؟! و لماذا أقام الرب فى الكنيسة خداما للكرازة والتعليم من أساقفة و قسوس و شمامسة؟
من غير أن يكون خلاص النفس هو غاية إيماننا ، يمسى كل وعظ وكل تعليم وكل خدمة فى الكنيسة عبثا لا طائل تحتة ولا غناء فية .
وإذن فما معنى أن تتخذ جمعية خلاص النفوس لنفسها ( خلاص النفوس) ؟
هذا معناة لا يخرج عن أمر من أثنين :
إما أن هذة الجماعة تعتبر أنها هى وحدها التى قامت فى النصف الثانى من القرن العشرين لتعمل لخلاص النفوس ، ,ان كل الجهود التى بٌذلت قبل قيام هذة الجماعة لم تكن لخلاص النفوس – وهذا هو منتهى الغرور البروتستانتى – لا سيما أن هذة الجماعة تتعمد العمل وإظهار النشاط فى مناطق آهلة بالكنائس الأرثذوكسية ، و هى تجد فى سعيها لضم الأقباط المترددين على كنائسهم الأرثذوكسية ما يقنع ضميرها بأنها حقا تعمل لخلاص النفوس
وإما أن هذة الجماعة قد حكمت فى نفسها على أن كل الجهود التى بذلتها والتى لا تزال تبذلها كنائسنا الأرثذوكسية فى سبيل خلاص النفوس لم تجد نفعا ، ولذلك اختصت تلك الجماعة البروتستانتية نفسها بخلاص النفوس، وتركت للكنائس الأرثذوكسية المحيطة بها أن تشغل ذاتها بالطقوس ، دون خلاص النفوس كما يزعمون !!!
مبدأ اللاطائفية وخطرة :
ومهما يكن من أمر ، فإن جمعيات خلاص النفوس تنادى بمبدأ هدٌام ومهلك هو مبدأ اللاطائفية الأثيم !!
واللاطائفية بالمعنى الذى تنادى به خلاص النفوس دعوة غير صحيحة كما أنها غير طبيعية .فاللاطائفية عندهم مؤداها أن لا يتبع المؤمن كنيسة بعينها ، أو بالحرى أن لا تكون له عقيدة خاصة . وكأنهم ينادون بعقيدة مشاعة بين جميع الناس تتلخص فى المبادىْ المشتركة بين الجميع ، وتتنكر للمعتقدات المُختلف عليها بينهم .
ولو تابعنا منطق هذة الجماعة لكان علينا أن ننتزع من عقيدتنا المسيحية كل ما كان مثارا لخلاف . وإذا عرفنا أن أمر هذة الخلافات كبير بين المذاهب البروتستانتية على الخصوص ، لا استحالت المسيحية فى نظر هذة الجماعة إلى مبادىء أخلاقية عامه تقارب بينها وبين جميع المذاهب الدينية الأخرى !!!
ودليلك على ذلك أن بعض المذاهب الدينية والتى تزعم أنها مسيحية – كشهود يهوة – مثلا تنكر لاهوت المسيح وعقيدة الثالوث. فهل تستبعد جمعية خلاص النفوس الإعتقاد بلاهوت المسيح والتثليث المسحى تحقيقا لمبدأ اللاطائفية ؟؟
أو هل تستبعد أيضا عقيدة الآخرة ، لأن أتباع مبدأ شهود يهوة لا يؤمنون بالآخرة ختى تضمهم جمعية خلاص النفوس تحت لواء اللاطائفية ؟!
إذا استرسلنا فى منطق اللاطائفية ، كان علينا – فى سبيل أن نُرضى جميع الطوائف – أن نُلغى من عقائدنا لاهوت المسيح والتثليث المسيحى ، وأسرار الكنيسة السبعة جميعا :
فلا معمودية ولا تثبيت ، ولا تناول ، ولا كهنوت .... إلخ لأن بعض الطوائف لا تؤمن بها ولا تمارسها .
وعلينا تمشيا مع منطق اللاطائفية عند جمعية خلاص النفوس أن نُبطل الأصوام والأعياد ، وأن نهدم الهياكل والمذابح ، و نُحطم الصور والأيقونات والصُلبان لأن بعض الطوائف لا تؤمن بها ولا تمارسها وعلينا تمشيا مع منطق اللاطائفية أن نلغى يوم الأحد ، لأن السبتيين ينادون بالعودة إلى السبت اليهودى !!
علينا تمشيا مع منطق اللاطائفية أن نلغى من المسيحية كل عقائدها وكل طقوسها ، ذلك لأن الكلام عن أية عقيدة مسيحية يجرح قوما من المنضوين تحت لواء جمعية خلاص النفوس اللاطائفية !!
بعض شرور اللاطائفية :
إن اللاطائفية مبدأ غير طبيعى ، لأنة من غير المعقول أن لا يكون للإنسان عقيدة يؤمن بها ويدافع عنها ، ويحيا بها وفيها ولها ، ويمارس سلوكه طبقا لها ، بشعورة الواعى أو باللاشعور.
وحتى اللاطائفيون أنفسهم من جمعية خلاص النفوس لابد أن تكون لهم عقيدتهم حتى لو كانت هى ( اللاطائفية ) !!!
و اللاطائفية تقتل الصراحة فى الحق والجرأة فى الإيمان.
و اللاطائفية تعلم الكذب والنفاق والتعمية ، وتتطلب من الإنسان أن يطوى عقيدتة فى نفسة ولا يجاهر بها ولا يدافع عنها ، ويكتمها كأنها أمر مخجل يدعو إلى التخبئة والتستر .
و اللاطائفية دعوى إلى مسيحية ناقصة.
إن جمعية خلاص النفوس تدعو الناس إلى التوبة أو إلى الخلاص كما تٌدعى ، فهل تستطيع أن تشرح لأتباعها طريق الخلاص أو طريق التوبة ؟!
إنها لا تستطيع .
لأنها إذا أبانت للخاطىء أن يمارس للإعتراف ويتقدم إلى التناول ، فقد وقعت فى مأزق!! فإذا قالت إن الإعتراف يكون أمام الله فقط ، فقد نادت عقيدة بروتسانتية . وإذا قالت أن الإعتراف يكون على الكاهن أمام الله ، فقد نادت بالمبدأ الأرثوذكسى وبذلك فإنها تكتفى بكلام ناقص عن التوبة، وإن كان يُعد كاملا من وجهة النظر البروتستانتية !!
ومما يؤكد بروتستانتية هذة الجماعة أن وعاظها ينادون فى الناس أن يقفوا إذا كانوا قد تخلصوا . قيقف من يقف ، ويبقى جالسا من لم يتخلص بعد !!! وهو هو بعينة الأسلوب السائد عند بعض الطوائف البروتستانتية والذى تنكرة بل وتستقبحة الكنيسة الأرثذوكسية و جميع الكنائس الرسولية التقليدية