كان الأسقف تادرس Theodore of Tyana صديقا للقديس غريغوريوس النزينزي
ومن بلده وقد وجه له الأخير عدة رسائل. نشأ في بلدة أريانزوس، وقد ظهرت تقواه منذ
صباه، حينما كان يفكر في الزواج قبل قبوله الكهنوت.أخذه القديس غريغوريوس كرفيقٍ
يقيم معه في القسطنطينية عام 379م، حيث وجد الاثنان معاملة سيئة من الرهبان
الأريوسيين ومن الغوغاء الذين اقتحموا إحدى الاجتماعات أثناء تقديس الأسرار الإلهية
ورشقوا الكهنة بالحجارة. يبدو أن تادرس انفعل ولم يحتمل هذا العنف مثل القديس
غريغوريوس، فقد أراد أن يقدم شكوى ضد هؤلاء الأشرار، لكن القديس غريغوريوس
كتب له رسالة رائعة وطويلة مظهرًا له فيها أن احتماله الأشرار أقوى من الانتقام
(رسالة 81). سيم أسقفًا على تيانا ليس قبل عام 381م، إذ حضر سلفه الأسقف أفيريوس
Epherius مجمع القسطنطية سنة 381م. إذ عاد القديس غريغوريوس إلى بلدة
أريانزوس تبادلا رسائل كثيرة حملت مشاعر الصداقة والحب، فنجد القديس غريغوريوس
يدعوه لزيارته والاشتراك معه في عيد الشهداء (رسالة 90) لكن اعتلال صحته عاقه
عن ذلك (رسالة 221). ويذكر القديس بالاديوس أن الأسقف تادرس دُعي لحضور
المجمع الذى عقد لنفي القديس يوحنا ذهبي الفم، لكنه إذ اكتشف حقيقة الموقف عاد إلى
إيبارشيته بعد وصوله دون أن يحضر المجمع، ويصفه بالاديوس بالحكمة مع الهيبة
واللطف.