admin Admin
الابراج : عدد المساهمات : 7115 نقاط : 20222 السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 21/08/2009 العمر : 50 الموقع : admin
| موضوع: القلاية بمفهومها الروحى .. الجمعة 22 يناير - 11:19 | |
| الحياة الديرية هى الجو الملائم الذى يتمرس فية الراهب مع اخوتة الرهبان على الحياة النسكية،و الاطار المناسب الذى يتيح للراهب اكتساب روح رهبانية اصيلة،الدير هو الحصن القوى المنيع والسياج الواقى لكل حياة رهبانية،تكون فية الحياة ا لمشتركة هى المنطلق للتدرج فى حياة القداسة والكمال.اما عن القلاية فهى بمثبة الحجال الذى ينفرد فيه العريس بعروسه،هى المجال الخصب لتلاقى النفس البشرية بعريسها السماوى..فالقلاية تهيئ للراهب السكون والهدوء الازم لحياة التامل فى القلاية جديّة فى كل شئ،لا مجال فيها للهو والاسترخاء:جدية فى اللقاء الحميم بين قلب زاهد كل شئ باحثا عن قلب يجد فيه كل شئ،فكم من راهب جدّ السير نحو القلاية لملاقاة حبيبة و كان الرب قريبا منه،حاضرا يكلمه و يهمس فى أذنه و يسمعه صوته و يفيض علية من روحه..يرعاه بعنايته و يعينه على محاربة اعدائه ويطعمه طعاما سماويا و يسقية من ماء متفجر و يهديه ليلآ و نهارا..يدربه و يربيه و يعقد معه عهدآ. و لئن طالت ايام القلاية فلكى يستسلم العاشق بين يدي معشوقة كما فعل شعب الله فى برية سيناء فى القلاية كما فى البرية يقدم الله للراهب ما قدمه قديما و هو كل ما تحتاجة النفس البشرية لتخرج من عبودية ابليس الى حرية مجد اولاد الله. فى القلايه يكتشف الراهب عجزه و يتاكد من ضعفه و يرى نفسه صغيرا امام محبه الله الفائقه للعقل،كل شئ فى القلايه يدعوه للتامل بما هو عليه امام الرب،الذى وحده يملا قلبه و شعوره و كيانه كله،الراهب فى القلايه اما امام هذا المطلق الذى يجذبه اليه اما فى فراغ لا حد لهو فى هذا الصراع لا مجال للتلهى و التراخى و ضياع الوقت،لا مجال للاستسلام او الراحه،فى القلايه سعى دائم و جهاد مستمر و عمل متواصل.. فى القلايه سفر من الخارج للداخل من العالم المادى للعالم الروحى ..من الاخرين الى داخل النفس من الصلاه الى التامل و من الامور المحسوسه الى محاربه الاهواء و الميول...كل وقفه فى هذا الصراع تقهقر من مسيره القداسه و الوقوف ياس قتال ما اعظم جهاد الراهب و مع ذلك يجب الا يتوقف ولو برهه...الكابه فتاكه..الحزن مميت..التشتت تاخر..التسليه تجربه شيطانيه شيطان الضجر وراء الباب يريد من الراهب ان يغير طريقه....و لا يهدا عما يريده..و لكأن الحياه فى القلايه معجزه متواصله،فى القلايه تظهر الخطيه بعريها،ينكشف ثقل شرها...و لهذا تكون التوبه ببكاء مر و كلما توغل الراهب فى زوايا نفسه و خباياها،يجد فى العمق شيئا ينخسه،و كلما دقق فى التفتيش تراه يضع راسه فى التراب.... فى القلايه يتدرب الراهب على الهذيذ الروحى المتواصل،و ينازل الشيطان فى عقر داره،فى القلايه يناجى الراهب خالق الكون العظيم لا تراقبه سوى النجوم و تداعب النسيمات ما تبقى من جسده من جلد و عظم تنعشه فى مناجاته...فى القلايه يختفى الراهب عن اعين الناس ليرى الله بداخله... الراهب فى القلايه مستتر و هو اراد ذلك حتى يتسنى له كشف الامور الروحيه...القلايه هى تلك اليقظه الداخليه..هى سهر الراهب على ذاته ...هى مثل اتون النار فهى تجمع بين نار الجهاد الروحى و ندى الروح القدس المعزى. القلايه هى المكان الذى يجب ان يملاه الراهب بحرارته الروحيه ليصبح خدرا لحياته الرهبانيه و اتحاده بالله....هى مكان لمعاينه الله داخل القلب.القلايه هى حصن الاقوياء....ليست هربا من احد بقدر ماهى ابتعادا كى يتسنى الراهب ان يجّد فى اكتشاف نفسه..يهذبها و يروضها عندئذ يستطيع ان يكتشف مشيئه الله فى حياته
و اخيرا ينصحنا الانبا موسى الاسود: "اجلس فى القلايه و هى تعلمك كل شىء"
اذكرونى فى صلواتكم | |
|