القديس الشهيد ونس صبى احب المسيح محبة فياضة ولما رأى الأب الأسقف نبوغه الروحي ومخافة الله آلتي تملا قلبة رسمة شماسا رغم صغر سنة فازداد ونس في العبادة كشماسا روحيا ونما في الفضيلة، فكان محط أنظار كل من يراه برغم أنة لم يتجاوز الثانية عشرة من عمرة..... واستمر في الحياة داخل الكنيسة وكان أيام القداسات يتغذى على القربان وأما باقي الأيام فكان يطلب من جيران الكنيسة أن يصنعوا له قربانا صغيرا يقتات به فكانت النسوة تخبزن له الخبز الصغير المسمى (بالحنون) .
إبليس يشعل النيران :
ولما كان عدو الخير لا يهدا عن شن حروبه ضد الكنيسة أثار حربا على الكنيسة وكان اضطهاد للمؤمنين فالتهب قلب القديس ونس وتملك على قلبة كشهوة مقدسة أن ينال إكليل الشهادة، ولما كان متطلع للشهادة فإذا بالرب يعلن له في حلم أنة سوف ينال الإكليل من اجل محبته للملك المسيح .
و إذ بالوالى الروماني وجنوده يهجمون على المدينة مفتشين عن المسيحيين وسمعوا عن القديس ونس فبحثوا عنة ولم يهرب بل قدم نفسة لهم بعد أن كان يشجع المؤمنين ويثبتهم في الإيمان ولم علم الوالي بذلك أراد الانتقام منة وكانت ردوده مملؤة بالثقة الإيمانية.. لن اترك إيماني أعيش للمسيح وأموت للمسيح، فازداد غضب الوالي وأمر بتعذيبه ولم يرحموا صغر سنة وكان في كل هذه المراحل شاكرا الله على كل ما يأتى... وكانت صيحاته مدوية أعنى يا ألهى على خلاص نفسي.... فاشتعلت نيران الحقد في قلوبهم فانهالوا علية بحد السيف قاطعين رأسة الطاهرة وفصلوها عن جسدة ....
و كان استشهاد في يوم السبت الموافق 16 هاتور مع بداية القرن الرابع الميلادي
تكفين و دفن جسد الشهيد :
ارشد الرب جماعة من المسيحيين وشاهدوا جسد القديس دون رأس وكادوا لا يعرفوه لولا ملابسة النورانية المقدسة فحملوة بفرح وذهبوا للأسقف الذي استراحت نفسة بالعثور على جسد القديس وطلب منهم البحث عن رأسة وبالفعل بحثوا عنها ووجدوها تحت جذع نخلة فاخذوها للأسقف الذي قام بتطييب الجسد ولفة في الأكفان ووضعوه في أنبوبة فخارية ودفنوه في مقابر أم قرعات حسب و صية الشهيد (مدافن المسيحيين في هذا الوقت) ومع امتداد العمران زاحفا على المقابر ارشد الرب رجل الله الأنبا مرقس المطران الذي صام ثلاثة أيام بدون أن يأكل أو يشرب إلى مكان الجسد فنقلة إلى مكانه الحالي بجوار سور الجبانة من الناحية البحرية الشرقية .
بركة صلوات القديس ونس تكون معنا جميعا أمين