كانت امرأة تقية تعيش بالاسكندرية " صوفية " زوجة الكاهن البار " ثيؤدوسيوس " ... تصلى بحرارة كى يمنحها الله ولدا يقر عينيها ويكون سندا لها ولزوجها حيث كانت عاقرا ...
وفى 5 ابيب عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس دهبت الام العاقر الى المقر البابوى لتنال البركة حيث كان الشعب يتقدمون بأطفالهم الى ايقونة الرسولين لنوال البركة .. وهكدا فعلت صوفية وهى تتشفع بالرسولين كى يرزقها الله ببركتهما نسلا ... وفى تلك الليلة رأت رؤيا ....
رأت شخصين يلبسان ثيابا بيضاء كما شاهدت فى الايقونة ويقولان لها " لاتحزنى ايتها السيدة الامينة .. نحن اللدان فى مقصورتهما صليتى بالامس .. وقد حملنا صلاتك الى رب المجد وقد استجاب لطلبتك وسترزقين ابنا يكون ابا لشعب عظيم .. ويظهر اسمه مثل صموئيل النبى لانه ابن الموعد ايضا ... ومتى استيقظتى فى الصباح ادهبى الى البابا " ثاؤنا " واخبريه بالامر وهو يصلى عنك ..." ودهبت الام الى البابا واخبرته فصلى لها .
ومرت الايام وحملت القديسة صوفية حتى حل يوم عيد الرسولين بطرس وبولس .. وفى نفس اليوم 5 ابيب ولدت ابنا واسموه بطرس والتقى الوالدان مع البابا ثاؤنا كى يعمد الطفل وقالوا له هدا ابن صلاتك وثمرة بركاتك ياابانا " فباركه وعمده "....
ولما صار الصبى بطرس فى الخامسة من عمره دفعه ابوه للتعليم فتعلم وتشبع من علوم الكنيسة ... وفى سن السابعة قدمه البابا اغنسطسا فأمتلآ من النعمة الالهية ... وبعد ان صار ابن 12 سنة سامه البابا ثاؤنا شماسا .... ولما بلغ القديس سن ال 16 قام البابا ثاؤنا بسامته قسا متبتلا وعينه واعظا بالكنيسة ... واسند اليه ادارة مدرسة الاسكندرية اللاهوتية ونال لقب المعلم العظيم فى الدين المسيحى .
ولما تنيح الانبا ثاؤنا اجمع الكهنة والشعب على اختياره للباباوية , فأصبح الخليفة المرقسى ال 17 بأسمه الاصلى .
وكانت مدة رياسته مليئة بالاضطهادات ... ففى بدايتها ظهر اريوس الكاهن الليبى ببدعة وهى انكار لاهوت المسيح ... ايضا اندلعت نيران الاضطهاد حتى ان الدين سقطوا شهداء بلغوا ثمانيمائة الف ...
وقد رأى قداسة البابا ان الحالة تستدعى وضع قوانين للتأبين كما دافع عن صوم يومى الاربعاء والجمعة ..
ولقد تشابه الانبا بطرس بموسى النبى فموسى رأى ارض الموعد من اعلى الجبل ولم يدخلها .. وهدا البابا الجليل بلغه ان الامبراطور جاليريوس قد اطلق للمسيحيين حرية العبادة وهو على فراش الموت ... ولكن الرب شاء ان يكون هو اخر شهيد يقتله جنود دقلديانوس قبل ان يستتب السلام نهائيا ... وقبل ان يقبض عليه .. اوصى تلميديه ارشيلاوس والكسندروس ان لا يقبلا اريوس فى شركة الكنيسة .. وان يسهرا على حماية الايمان القويم بكل حكمة وعزيمة .
ثم صدر الامر الامبراطورى بحبس البابا الجليل .. فتجمع الشعب الوفى حول السجن لعل جموعهم تكون كافية لحمايته من الغدر الرومانى .. وخاف البابا بطرس على رعيته .. فطلب الى الجند ان يسمحوا له بمخاطبة اولاده .. ولما ادنوا له كلمهم بحنانه الابوى واقنعهم بأن يعود كل منهم الى عمله اليومى ملقين همهم على الاب السماوى .. فأطاعوه وانصرفوا فقال الراعى الامين " اسرعوا ايها الجنود ونفدوا الاوامر " فأخدوه خارج المدينة وفى الطريق قبلوا طلبه فى ان يدخل كنيسة مارمرقس .. فتضرع الى الله ان يجعل دمه اخر دم يسفكه دقلديانوس ...
ولما انتهى من صلاته .. جاءه صوت يقول " امين " وبعدها اخده الجنود وقطعوا رأسه ومضوا .. فما ان سمع شعبه حتى خرجت جماهيرهم .. وحملوا جسده المقدس واجسلوه على كرسى مارمرقس وتمموا كل المراسم الخاصة بمثل هده المناسبة الرهيبة ودفنوه الى جانب سلفائه خلفاء الكاروز العظيم .
بركة صلوات هدا القديس فلتكن مع جميعنا ولربنا المجد دائما ابديا امين
رد باقتباس