admin Admin
الابراج : عدد المساهمات : 7115 نقاط : 20222 السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 21/08/2009 العمر : 50 الموقع : admin
| موضوع: القيامة والهدف للقمص مينا جاد جرجس الثلاثاء 27 أبريل - 15:58 | |
| القيامة والهدف القمص مينا جاد جرجس كاهن كنيسة السيدة العذراء إسنا جاءت قيامة السيد المسيح لتعطي سلاما للعالم. ذلك السلام المفقود الذي كرس السيد المسيح سنوات عمره ينادي به للبشرية كلها. فكان شعاره "طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" و"سلامي أنا أعطيكم. ليس كما يعطي العالم.." ولهذا أرسي السيد المسيح عدة مبادئ لأجل السلام إذ: 1 رفض أن يكون العنف هو العنصر السائد في المجتمعات المدنية. لقد تصاعد العنف الذي يشهده مجتمعنا منذ فترة بعيدة كما وكيفا. كما من حيث مرات حدوثه. وكيفا من حيث نوعية وأسلوب تنفيذه.. ولست أدري كم سيحتمل هذا الوطن الغالي مصر من مثل هذه الممارسات التي تدل علي غياب العقل والوعي القومي والجهل بمقدرات وطننا الغالي مصر. لقد رفض السيد المسيح العنف فحينما تم القبض عليه قبل صلبه استل أحد تلاميذه سيفا وقطع به أذن أحد أولئك المتجمهرين. فما كان من السيد المسيح إلا أنه أمسك بأذن ذلك الرجل ووضعها مكانها فعادت صحيحة. وقال للتلميذ الذي فعل ذلك رد سيفك إلي غمده لأن كل من يضرب بالسيف. بالسيف يضرب "يقتل". منذ البداية. بداية الخليقة الله يرفض أن يكون العنف هو السائد في هذه الحياة. لقد رفض الله فكرة قايين الشريرة أن يقوم علي أخيه هابيل ويقتله. لذلك حذره قائلا: "عند الباب خطية رابضة. وإليك يكون اشتياقها. وأنت تسود عليها". لقد كشف الله لقايين نواياه من جهة أخيه وأفهمه مدي خطورة هذا الفعل. وأنه يمكن له أن يتغلب علي تلك الرغبة. رغبته في قتل أخيه هابيل. 2 الله يرفض عنف الملك داود: أراد داود النبي والملك ان يبني بيتا ثابتا ذا أساس للرب واستعد لذلك. ولكن نظرا لأن داود رجل حروب وقد سفك دماء كثيرة لذلك رفض الرب أن يبني داود البيت وقال له: "إن سليمان ابنك هو يبني بيتي ودياري. أما أنت لا تبني بيتا لاسمي لأنك أنت رجل حروب وقد سفكت دما.." "أخبار 1:28 و63". 3 الله يحذر إسرائيل من سفك الدم: وقد حذر الله إسرائيل من سفك الدماء البريئة بقوله لهم في سفر حزقيال: "لذلك قل لهم هكذا قال السيد الرب تأكلون بالدم وترفعون أعينكم إلي أصنامكم وتسفكون الدم فترثون الأرض؟! وقفتم علي سيفكم فعلتم الرجس" "حز 33 : 25.26". وعبارة فترثون الأرض هنا ليست عبارة استفهامية. بل تعني انكم لا ترثون الأرض ما دمتم تحبون سفك الدم. 4 العنف دائرة لا تنتهي: إذا كان العنف مرفوضا أصلا. فإن مقابلة العنف بعنف آخر هو أشد خطرا. فما هو المفروض أن يكون في تلك الحالة؟ هل نتسامح مع أولئك الذين يتسببون في قتل الأبرياء. وسفك الدماء وهدم المنشآت. وسلب المقتنيات ليحولوا الناس إلي فقراء؟! أم ماذا يكون رد الفعل؟ والجواب: انه علي جميع شرائح المجتمع. وبالأخص طبقة الكتاب والمثقفين. والمسئولين. ورجال الأمن. والشعبيين مواجهة هذا الخطر الزاحف إلي بلادنا العزيزة. وعلي الجميع أن يفهم أن أولئك الذين يستخدمون العنف والقتل والأسلحة. في قتل أبناء جلدتهم دون سبب. إنما هم أعداء الله وأعداء لخليقته. هم أعداء الإنسان والإنسانية. لأن القتل والتدمير وسفك الدم والسلب والنهب اشياء ضد إرادة الله. 5 الإرهاب عدو نفسه: إن العنف في نظر اولئك الذين يقتلون ويدمرون إنما هو مرتبط بعقيدة خاطئة ارتبطت في أذهانهم. عقيدة حب الموت في سبيل تلك الجرائم التي يقترفونها فليس هناك ابشع من أن يموت إنسان من أجل فكر خاطئ "دخول الجنة مقابل قتل الكفار" ومن أجل مبادئ هدامة. إن الأفكار التي لصقت بعقول أولئك العنفاء إنما هي من صنع الشيطان. وقد قال السيد المسيح لأمثال أولئك: "أنتم من أب هو إبليس. ومشيئة أبيكم تريدون أن تفعلوا". وأخيرا: المسيح بقيامته المجيدة وهو الآن في السماء جالس عن يمين الآب وفي الوقت نفسه هو ملء الكل بلاهوته. ينتظر من الإنسان أن يتعايش مع أخوته من بني البشر في محبة ووئام وسلام. فهي الآن دعوة للجميع من ساكني هذا الوطن أن نقول جميعا لا للعنف. لا للقتل. لا لسفك الدماء. وعلينا أن نزرع مبادئ الحب والخير والسلام تلك الأمور التي تسعد قلب الله. قيامة مجيدة وكل عام وأنتم بخير | |
|